القرآن منهاج حياة

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
القرآن منهاج حياة مقدمة هامة بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) [الكهف/1-4] والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين سيدنا وقائدنا ومرشدنا محمد بن عبد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين .
وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد : فإن الله تعالى قد { نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)} [الفرقان/1] وقد قال عنه سبحانه وتعالى : (8) إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) [الإسراء/8، 9] * فهو يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور ، بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقيد فيها ولا غموض ، والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة ، وتطلق الطاقات البشرية الصالحة للعمل والبناء ، وتربط بين نواميس الكون الطبيعية ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق .
* ويهدي للتي هي أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه ، وبين مشاعره وسلوكه ، وبين عقيدته وعمله ، فإذا هي كلها مشدودة إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم ، متطلعة إلى أعلى وهي مستقرة على الأرض ، وإذا العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى الله ، ولو كان هذا العمل متاعا واستمتاعاً بالحياة .
* ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة ، فلا تشق التكاليف على النفس حتى تمل وتيأس من الوفاء .
ولا تسهل وتترخص حتى تشيع في النفس الرخاوة والاستهتار .
ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال .
* ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض : أفراداً وأزواجاً ، وحكومات وشعوباً ، ودولاً وأجناساً ، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى؛ ولا تميل مع المودة والشنآن؛ ولا تصرفها المصالح والأغراض .
الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه ، وهو أعلم بمن خلق ، وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل ، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم ونظام المال ونظام الاجتماع ونظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان .
* ويهدي للتي هي أقوم في تبني الديانات السماوية جميعها والربط بينها كلها ، وتعظيم مقدساتها وصيانة حرماتها فإذا البشرية كلها بجميع عقائدها السماوية في سلام ووئام .
وهذا الكتاب الذي بين يدينا (القرآن منهاج حياة ) إعداد غازي صبحي آق بيق كتاب قيم جدا تضمن الأبواب التالية : الباب الأوَّل = الله جل جلاله الباب الثاني= دلائل الإعجاز في خلق الله الباب الثالث= الهداية في منظور الإسلام الباب الرابع = القرآن الكريم الباب الخامس = أركان الإسلام الباب السادس = التربية الروحيَّة في الإسلام الباب السابع =التربية الأخلاقية في الإسلام الباب الثامن = التربية الاجتماعية في الإسلام الباب التاسع = صور من تنظيم بعض المعاملات المالية في الإسلام الباب العاشر = الدعوة إلى دين الله الباب الحادي عشر = الدفاع عن العقيدة والثبات في مواجهة أعدائها الباب الثاني عشر = الدار الآخرة الباب الثالث عشر = متفرِّقات من وحي القرآن الكريم وتحت كل باب فصول عديدة ، فغدا كتاباً شاملاً عن الإسلام ، بأسلوب سهل وشيق ، وجل اعتماده على القرآن والسنة ولما له من أهمية فقد قمت بتنسيقه وفهرسته على الورد وعلى الشاملة ليستفيد منه من شاء من طلبة العلم .
فجزى الله مؤلفه وناشره والدال عليه خير الجزاء أخوكم علي بن نايف الشحود في 26 رجب 1429 هـ الموافق ل 29/7/2008م