إرشاد الأخيار إلى حكم نكاح الشغار

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
المقدمة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد: فقد اهتمت الشريعة الإسلامية بأمر الزواج اهتماما بالغا وعنيت به عناية عظيمة وذلك لمكانة الزواج ولما ترتبت عليه من مصالح عظيمة من أهمها: إبقاء النسل البشري وتكثير عدد المسلمين - لإغاظة الكفار - وإعفاف الفروج وإحصانها وصيانتها من الاستمتاع المحرم الذي يفسد المجتمعات ومنها: قيام الزوج على المرأة بالرعاية والإنفاق قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء] فلهذه المصالح وغيرها حثّ الإسلام على الزواج ورغّب فيه قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} [النساء] ولما ذكر النساء اللاتي يحرم التزوج منهن قال تعالى: {وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين} [النساء] وامتن الله على عباده بأن خلق أزواجا ليسكنوا إليها قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم] ولما كان هناك أنكحة فاسدة يترتب عليها مفاسد جسيمة فقد جاء الإسلام بتحريمها وبيان مفاسدها ومن جملة تلك الأنكحة التي حرمها الإسلام نكاح الشغار، فقد نهى عنه النبي j وأبطله لما فيه من إهانة للمرأة وظلم لها بمنعها ما استحقت من المهر، ومع كثرة الأحاديث الواردة في النهي عن الشغار فإن هذا النكاح الفاسد لا يزال منتشرا في أوساط المسلمين، فلهذا طلب مني والدنا وشيخنا الشيخ المحدث العلامة/ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله أن أكتب في هذا الموضوع، فجمعت هذه الرسالة التي بين يديك، وبينت فيها بالأدلة حكم هذا النكاح والأسباب التي أوقعت كثيرا من الناس فيه, كما جمعت الأحاديث