لرؤية الإسلامية فى مواجهة مرض الإيدز

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم ا لله الرحمن الرحيم مقدمة الحمد لله الذي شرع لنا من الدين ضوابط السلوك الإنساني الرشيد، والصلاة والسلام على من أرسى قواعد السلامة والشرف والعفة بمنهج سديد، سيدنا محمد بن عبد الله، خير خلق الله، وعلى آله وصحبه الدعاة الهداة، ومن سلك سبيلهم إلى يوم نلقى الله. أما بعد .. فبناء على طلب الأمانة العامة للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة (مكتب التنسيق بالقاهرة) والهيئة التأسيسية للمجلس في اجتماعها الأخير في عمان من هيئة علماء الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمصر باعتبارها عضوًا بارزًا في هذا المجلس .. أن تتولى إصدار رؤية إسلامية موثقة ملتزمة بمصادرها الأساسية وعناصرها الإيمانية ونصوصها التشريعية، بالتعاون مع اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل (المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة). وفي سبيل ذلك تم عقد جلسة عمل ضمت السادة المهتمين والمتخصصين في هذا الأمر مثل الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، وبعض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، وأعضاء اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل وفيهن المتخصصات في التربية والقانون، واتحاد الجامعات الإسلامية (سيأتي ذكر أسمائهم في نهاية الورقة)، وقامت الهيئة بإصدار هذه الورقة مبيّنة منهج الإسلام فى مواجهة وباء الإيدز، في مقابل فلسفة وسياسات الأمم المتحدة في هذه المواجهة، كأحد الساحات المهمة للصراع بين الأنماط الحياتية المختلفة، ونظرة الغرب للحرية في طرق تصريف الشهوة بعيدًا عن الضوابط الدينية والخلقية، مما يخدم ما تهدف إليه بروتوكولات صهيون حيث جاء فيها: " يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان، فتسهل سيطرتنا، إن فرويد منا، وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس كيلا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرضاء غرائزه الجنسية، وعندئذ تنهار أخلاقه "، وقد وافتنا اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل بمعظم المعلومات الموثقة لذلك. أما بيان ما في ديننا الإسلامي من قيم ومبادئ وتشريعات تدل على استقلاليته وسموه وحاجة البشرية إليه، وبخاصة في هذا العصر الذي افتتن بحضارة الأقوى ماديًا دون أن يبحث عن الحقيقة ولو كانت مع الضعفاء، فإن هيئة العلماء هي التي تولت هذا الجانب كاملاً، مع تهذيب ما ورد في الجانب الأول. وفق الله تعالى البشرية إلى أن تتفيأ ظلال الهدى والرشاد، فيما أوحى به رب العباد، إلى رسل الله الأمجاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه. رئيس هيئة العلماء والرئيس العام للجمعيات الشرعية بجمهورية مصر العربية وأستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر الأستاذ الدكتور محمد المختار محمد المهدي