عرض لميثاق الأسرة في الإسلام مقدم للمؤتمر الدولي

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
عرض لميثاق الأسرة في الإسلام مقدم للمؤتمر الدولي (أحكام الأسرة بين الشريعة الإسلامية والاتفاقات والإعلانات الدولية) مهندسة/ كاميليا حلمي محمد رئيس اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة ميثاق الأسرة في الإسلام وضعته اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبة ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين، وبعد .... "قبل الغزو الفكري الذي جاء إلى الأمّة الإسلامية في ركاب الغزوة الغربية الحديثة - التي قادها «بونابرت» - على مصر والشرق (1213هـ-1798م) لم تكن هناك حاجة إلى وضع المواثيق والفلسفات التي تحدد سلوك المسلمين في مختلف ميادين الحياة -الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية- ذلك أن المرجعية الإسلامية كانت هي الوحيدة الحاكمة، التي تحدد كل المفاهيم والفلسفات في سائر هذه الميادين. ولقد كانت المشكلات التي تعاني منها الحياة الإسلامية مقصورة على «التطبيق» لهذه المفاهيم الإسلامية الواحدة، والتي تحكم حتى الاختلافات الفقهية الفرعية التي يثمرها الاجتهاد في إطار وحدة هذه المرجعية ومفاهيمها وفلسفاتها، ومدى اقتراب «الواقع والتطبيق» من «المثل» التي حددها الإسلام. لكن الغزو الفكري الغربي قد أحدث تغييرًا أساسياً، وذلك عندما زرع في المجتمعات الشرقية الإسلامية مرجعية حضارية أخرى- وضعية علمانية لا دينية- غدت منافساً شرساً لمرجعية الإسلام .. الأمر الذي استوجب تمييز المفاهيم الإسلامية عن نظيرتها الوضعية العلمانية اللادينية في مختلف ميادين الحياة .. § فبدأت فكرة ضرورة وأهمية تقنين الفقه الإسلامي كبديل متميز عن القانون الوضعي العلماني. § وبدأت البلورة للرؤية الإيمانية الإسلامية للكون والحياة -لبداية الخلق .. والمسيرة .. والمصير .. ومكانة الإنسان في الكون- كبديل متميز عن الرؤية الوضعية والمادية للكون والحياة .. § وبدأت البلورة لمذهب الإسلام في الثروات والأموال والعدل الاجتماعي -مذهب الاستخلاف- كبديل «لليبرالية الرأسمالية» و «الشمولية الشيوعية» في الاقتصاد والاجتماع ولأن الغزو الفكري قد تسلَّلَ إلى ميادين الحياة الإسلامية تدريجياً، وبكل أساليب الخداع، بل وبواسطة الغش والتدليس في خلط المفاهيم ومضامين المصطلحات، وذلك كي لا يستفز الحسَّ الإسلامي فتنتفض الأمة لمقاومته .. ولأن الدوائر التي تخطط لهذا الغزو كانت على علم بمكانة الأسرة في منظومة القيم الإسلامية - مكانة «الحرام» .. و «العرض» .. و «الشرف» - فلقد جاء الغزو لميدان الأسرة متأخرًا، وفي مرحلة عموم البلوى لكل ميادين الحياة .. جاء في الوقت الذي أصبحت فيه الأسرة المسلمة «محاصرة» بهذا الغزو الفكري الغربي من جميع الجهات والاتجاهات!