موقف الأمة من منكر الحكام في ظل التحديات المعاصرة

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ موقف الأمة من منكر الحكام في ظل التحديات المعاصرة بحث مقدم إلى مؤتمر "الإسلام والتحديات المعاصرة" المنعقد بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية في الفترة: 2-3/4/2007م إعداد: أ. خالد محمد فهاد تربان ماجستير في الفقه المقارن الجامعة الإسلامية ... أ. محمود عجور ماجستير في الفقه المقارن الجامعة الإسلامية أبريل/ 2007 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: فإن من أهم ما يحقق السعادة للبشر بعد طاعة الله تعالى هو الشعور بالأمن والأمان في المجتمع الذي يحيون فيه، فقد امتن الله على قوم بذلك حين قال: { الذِي أَطْعَمَهُم مِن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِن خَوْفٍ } (1)، وإن مهمة حفظ الأمن منوطة بالحاكم، فهو المكلف بتحقيق مصالح العباد وأمنهم. ومع غياب الحكم بالشريعة الإسلامية، وعدم تنفيذ العقوبات التي حددها الله تعالى، ومع انتشار الظلم وأكل الحقوق، ومع غفلة الحاكم أو مشاركته في الجريمة، تكثر التساؤلات: إلى متى يبقى هذا الحال؟ وإلى متى يبقى الحاكم مقصراً في أداء الأمانة؟ ألا يوجد من يقوم بهذه المهام غير الحاكم؟ ومتى يجوز عزل هذا الحاكم الغافل الظالم المقصر، واستبداله بخير منه؟وإذا أردنا شيئاً من ذلك فما هي الأسباب الداعية لذلك؟ وما هي الطرق والوسائل الممكنة لذلك؟. كل ذلك وغيره تطلَّب النظر في هذه المسألة الخطيرة، وبالذات في ظل واقع المسلمين هذه الأيام، فكانت هذه المحاولة لعلنا نأتي بما يعالج شيئاً من أحوال المسلمين. وقد قسمنا البحث على الشكل التالي: المبحث الأول: في بيان الحاكم وصفاته ومن يقوم مقامه، وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: في شروط الحاكم، ومهامه الأساسية، ومن الذي يعينه. المطلب الثاني: الصفات التي يجب توافرها في الحاكم. __________ (1) سورة قريش: الآية (4).