فقه التعامل بين الزوجين
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
رسالة إلى كل أسرة فقه التعامل بين الزوجين وقبسات من بيت النبوة
تأليف : أبي عبدالله مصطفى بن العدوي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد.
فإن الخير كل الخير والتوفيق غاية التوفيق والنجاة والسلامة والرشاد في اتباع كتاب الله وسنة رسول الله ( ، لا يشك في ذلك مسلم ولا يرتاب في ذلك عاقل، ولا يتردد في ذلك مؤمن بالله واليوم الآخر، ورب العزة سبحانه يقول في كتابه: (ما فرطنا في الكتاب من شيء)[ الأنعام: 38].
ويقول سبحانه عن كتابه: (هذا هدى)[ الجاثية: 11]، ويقول عز وجل: (هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون)[ الجاثية: 20].
وسنة رسول الله ( مبينة لكتاب الله، وقوله ( وحُي، كما قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى* علمه شديد القوى)[ النجم: 3- 5].
فلما كان الأمر كذلك لزم كل حريص على الخير أن يلم بأكبر قدر ممكن من كتاب الله ومن سنة رسول الله (، وتأتي بعد ذلك مرحلة الفقه في الدين فيعمد الشخص إلى الفقه في كتاب الله وسنة رسوله ( فينزل كل نصًّ منزلته اللائقة به، وحينئذٍ يظهر له جليًّا مدى أهميته قول الله عز وجل: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا)[ البقرة: 296]، ومدى أهميته قول رسول الله : ((من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين))(1).
فإذا رزق الله العبد تعلم الكتاب والسنة وعلم صحيح السنة من السقيم الذي لم يثبت منها، ورزقه الله الفقه في الكتاب والسنة ومع ذلك رُزق الإخلاص فقد حاز كل الخير ووفق في دنياه وأخراه كل التوفيق، ونجح في معاملاته مع الخلق، فالفقه في كتاب الله وسنة رسول الله أصل في نجاح كل شأن من شئون الحياة مما يتقرب به إلى الله عز وجل.