الرعاية اللاحقة

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
الرعاية اللاحقة مفهومها أصولها في الإسلام واقعها في المملكة العربية السعودية واجبات ومهارات المسؤولين عن تنفيذ برامجها إعداد عبد الله بن ناصر السدحان الطبعة الثانية 1419هـ بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،، ، تحرص كل أمة على تطهير مجتمعها من الجريمة ، وتعمل جاهدة على قطع دابرها وتتعدد السبل والطرق وتتخذ أشكالا عدة فمنها ما هو وقائي ومنها ما هو علاجي ومنها ما هو تنموي وكل ذلك لتقليل نسبة الإجرام ، ولقد ظهرت فكرة الرعاية اللاحقة كجزء من هذه الجهود لمكافحة الجريمة مع تطور النظرة للعقاب، فبعد أن كان الردع والقسوة هو محور السياسة العقابية أصبح من الأغراض الأساسية في عملية العقاب إصلاح المجرم بشكل يضمن عدم عودته مرة أخرى للإجرام، ومن هنا برزت فكرة الرعاية اللاحقة كمفهوم علاجي ووقائي في آن واحد، إلا أن الجوانب العملية المنظمة لفعاليات الرعاية اللاحقة لم تظهر إلا في أواسط هذا القرن الميلادي، وكان من أبرزها ما تضمنه قرار المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الجريمة ومعاملة المذنبين والذي عقد عام ( 1955م ) في جنيف برعاية هيئة الأمم المتحدة، حيث تضمن العديد من القواعد المنظمة لعملية الرعاية اللاحقة، ثم ما تلا ذلك من توصيات للمؤتمر الدولي الثاني لهيئة الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة ومعاملة المسجونين الذي عقد في لندن عام (1960م ) مع ما سبق ذلك من جهود على مستوي بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على سبيل المثال .