الرضاع
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبه :د. طارق الطواري
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين …
تعريف الرضاع :
الرضاع في اللغة :جاء في المقاييس-الداء والضاد والعين أصل واحد، وهو شرب اللبن من الضرع أو الثدي تقول رضع المولود يرضع ويقال امرأة مرضع إذا كان لها ولد ترضعه، وفي كتب الفقه أن الرضاع لغة اسم لمص الثدي وشرب لبنه .
وفي الاصطلاح :وصول اللبن إلى الجوف سواء كان هذا عن طريق الفم ويسمى الوجور أو عن طريق الأنف ويسمى سعوط أو بالمص وذلك في الحولين .
وقد عرفه ابن حزم في المحلى : بأنه ما امتصه الراضع من ثدي المرضعة بفمه فقط، فأما من سقى لبن امرأة، فشربه في إناء ،أو حلب في فمه فبلعه أو أطعمه مع خبز وطعام أو صب في فمه أو في أنفه أو أذنه أو حقن به فكل ذلك لا يحرم شيئاً .
فهذا التعريف مردود لأن الأصل من الرضاع هو حصول الغذاء و إنبات اللحم وإنشاء العظم وتفتق الأمعاء ويكون ذلك كله بمجرد وصول اللبن إلى الجوف بأي طريقة كانت، فإذا حصل المراد والهدف من الإرضاع حصل التحريم وكل ذلك حاصل بمجرد وصول اللبن للجوف وليس شرط المص فقط .
حكم الإرضاع وعلى من يجب :
اتفق الفقهاء على وجوب إرضاع الطفل ما دام في حاجة إليه ،وفي سن الرضاع صيانة له من الضياع . واختلفوا فيمن يجب عليه الرضاع..
خلاصة رأي الفقهاء :
من المعروف أن حياة الطفل في مرحلة الرضاع الممتدة في سنتين تعتمد اعتماداً كلياً على لبن المرضع فهو قوام حياته ويعتبر إرضاع الطفل إنفاقاً عليه لأنه غذاؤه، والنفقة واجبة في مال الطفل إن كان له مال وإلا فعلى الأب نفقته وعلى ذلك ذهب جمهور الفقهاء على عدم إجبار الأم على الرضاع لقوله تعالى :