الحليةفي إعفاء اللحية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
الحلية في إعفاء اللحية إعداد / أبو إياس عبد اللطيف البلوشي I - مقدمة - إن الحمد لله، أحمد ربي من الحمد أكمَله وأوفاه، وأشكره سبحانه تحقيقًا لتقواه، وحصنًا مكينًا دونما يسخطه ويأباه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبدٍ منيبٍ أواه، مخبتٍ بجوارحه ونُهَاه، وجِلٍ أن يراه ربه حيث نهاه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله ومصطفاه، صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه البالغين من كمال النفس منتهاه، ومن دعا بدعوته وتمسك بسنته واهتدى بهداه، وسلم تسليمًا كثيرًا. إن الحديث عن شرع الله المطهر، وهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الأجلّ، لهو حديث لايُملّ، وكلام لا ينتهي، فإن الشوق إلى سيرة المصطفى، والبحث عن سنته، هو سبيل أحبابه المؤمنين، الباحثين عن الخلق الأسمى، والأدب الأعلى. ولو بحثت عن الأخلاق في أعلى مراتبها، والأدب في أزهى صورها، وتطهير النفوس وتزكيتها، لوجدتها ماثلة في سيد الخلق وأشرفهم - صلى الله عليه وسلم - . وإن من صفات حبيبنا وقدوتنا - صلى الله عليه وسلم - الظاهرة، التي زادته جمالاً فوق جمال، وبهاء يهابه الرجال، لحية كثة كثيرة الشعر ضخمة حسنة. فتأسياً واقتداء بصاحب المنهج، وقائد مسيرة الحق الأبلج، كانت الكتابة عن هذه السمة المحمدية، واخترت لها عنواناً أسميته: ( الحلية في إعفاء اللحية ) ودراسة صفته - صلى الله عليه وسلم - هذه، وبيان الحكم فيها وجوباً من عدمها، لذات أهمية لا تخفى على مسلم بصير، وقيمة تستوجب الكتابة عنها، فإن كثيراً من الناس قد هجروا العمل بهدي نبيهم، والتمسك الصحيح بمنهجه - صلى الله عليه وسلم - ،