الاستيعاب فيما قيل في الحجاب
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
المقدمة
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره، ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله، فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله"تسليماً كثيراً. وبعد:
فقد كانت المرأة قبل الإسلام مهانة عند العرب وغيرهم، حيث كانوا يعيشون في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، فكان الواحد منهم إذا بشر بالأنثى ضاقت به الأرض بما رحبت، وساءت حاله، وأظلم وجهه، وأصابه الغم والكئابة، وتجرع الغيظ من سوء ما بشر به.
فكان بين أمرين: إما أن يبقيها، ويربيها على هوان وعار وكره على إمساكها.
وإما أن يئدها بأن يحفر لها في الأرض حفرة، فيدفنها فيها حية. والعياذ بالله.
قال الله تعالى حكاية عن حالهم قبل الإسلام:
[وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَت. بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ] (الشمس:8_9).
وقال سبحانه في سورة النحل رقم 58_59:
[وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ].
وقال جل وعلا في سورة الزخرف رقم 17:
[وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ].
ولما جاء الإسلام ببعثة الله تعالى البشيرَ النذيرَ، نبينا محمداً"، الذي أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الضلالة إلى الهدى أكرم المرأة، ورفع قدرها وشأنها، وحفظ لها حقوقها وكرامتها، وحرس شرفها وعفتها وفضيلتها أماً وجدة وبنتاً وأختاً وخالة، وعمة، وجارة.
وأثاب من عالها ورباها وأدبها أدباً حسناً الجنة، ووعده بأن تكون له ستراً من النار.