آداب الرد على المخالف ومنهج ابن باز في الرد على المخالف
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
شذور ولطائف
في
آداب الرد على المخالف
وملحق بعنوان
الكاشف
لمنهج ابن باز في الرد على المخالف
كتبه
حمد بن عبدالعزيز بن حمد ابن عتيق
مدير المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات
بحي العزيزية بالرياض
حفظه الله تعالى
28/4/1429هـ
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد....
فهذا بحث مختصر لبعض المسائل والقواعد المهمة المتعلقة بالرد على المخالف، وختمته بالجواب عن بعض الشبه التي تثار على هذا الأصل العظيم في هذا العصر وغيره.
ومعلوم أن هذا الأصل أصل مهم، وبه حُفظت بيضة السنة، وكان بعد توفيق الله درعاً متيناً تكسرت عليه رماح المبتدعة وسهامهم المغرضة، حتى كان بعض السلف يُعرض على القتل لترك الرد على المخالف ويأبى، قال ابن طاهر المقدسي الحافظ سمعت أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري - بهراة - يقول: "عُرضت على السيف خمس مرات، لا يقال لي:ارجع عن مذهبك! لكن يقال لي:اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت".ا.هـ من الآداب الشرعية لابن مفلح 1/207.
وقد كثر اليوم الخوض في مسألة الرد على المخالف وصار الناس في هذه المسألة وأشباهها من المسائل الشرعية، إلى ثلاثة أقسام: طرفان ووسط.
فقسم غالٍ: ما إن يرى من طائفة أو فرد -كائناً من كان- بدعة أو مخالفة، إلا وينتصب للرد عليه وإيقاع أحكام المبتدعة والضالين -كالهجر- على ذلك المخطئ، متدرعاً بمقالات السلف في الرد على المخالف وعقوبته وزجره، دون مراعاة للشروط والضوابط الشرعية للرد على المخالف، بل ربما اشتط وزاد على ذلك بإغلاق باب الاجتهاد، ومنع التقليد لغيره في ذلك، وصار يوالي ويعادي على قوله، فيجره ذلك إلى مفاسد أعظم من مفسدة الخطأ والبدعة التي تصدى لإنكارها، كإحداث الفرقة بين أهل السنة السلفيين، والتنفير منهم، وذم كثير من العامة لهذا الأصل العظيم.