آثار الربا الإقتصادية والإجتماعية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" [آل عمران: 102]. "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبَثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً" [النساء: 1] "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً" [الأحزاب: 70 - 71]. أما بعد…فإن من الأصول المقررة في الشريعة:- (أن الشارع الكريم لا يأمر إلا بما مصلحته خالصة أو راجحة، ولا ينهى إلا عما مفسدته خالصة أو راجحة). وهذا الأصل شامل لجميع الشريعة، لا يشذ عنه شيء من أحكامها. لا فرق بين ما يتعلق بالأصول أو بالفروع، وما يتعلق بحقوق الله وحقوق عباده، قال تعالى:- "إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" [النحل: 90] فلم يبق عدلٌ ولا إحسان ولا صلة إلا أمر به في هذه الآية الكريمة، ولا منكر متعلق بحقوق الله، ولا بغي على الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم إلا نهى عنه ووعظ عباده أن يتذكروا ما في هذه النواهي من الشرّ والضرر فيجتنبوها (1) [1]). ولقد نهى الله عز وجل عن المعاصي جميعها توعد من خالف أمره بالعقاب الأليم يوم القيامة: "ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً " [الجن: 23]. __________ (1) انظر القواعد والأصول الجامعة للسعدي (الرسائل والمتون العلمية: 1/ 288).