آداب البحث والمناظرة

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
$[1/3] بسم اللّه الرحمن الرحيم آداب البحث والمناظرة لفضيلة الشيخ محمد الأمين بن المختار الشنقيطي $[1/4] تعريفه : اعلم أولاً أن البحث في اللغة الفحص والتفتيش . ومنه قوله تعالى : { فبعث اللّه غراباً يبحث في الأرض } الآية ، والمتناظران كل منهما يفحص ويفتش عما يصحح به حجته ويبطل به حجة خصمه . والمناظرة : مفاعلة على بابها من اقتضاء الطرفين ، وهي من النظر أو النظير ، وكلاهما معروف لغة . والنظر في الاصطلاح : هو الفكر المؤدي إلى علم أو غلبة ظن . وقد قدمنا تعريفه وتعريف الفكر في الاصطلاح . فالمناظرة في اللغة : المقابلة بين اثنين كل منهما ينظر إلى الآخر ، أو كل منهما ينظر بمعنى يفكر والفكر هو المؤدي إلى علم أو غلبة ظن : وهي في الاصطلاح : المحاورة في الكلام بين شخصين مختلفين يقصد كل واحد منهما تصحيح قوله وإبطال قول الآخر ، مع رغبة كل منهما في ظهور الحق ، فكأنها بالمعنى الاصطلاحي مشاركتهما في النظر الذي هو النظر المؤدي إلى علم أو غلبة ظن ليظهر الصواب . مشروعيتها : والأصل في مشروعيتها قوله تعالى : { وجادلهم بالتي هي أحسن } وقوله : { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } وقوله : { ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا } . $[1/5] حكمها : فأقل مراتب حكمها الجواز إن كانت على الوجه المطلوب ، وقال بعضهم باستحبابها . وقيل إن القدر الذي يلزم لإبطال شبه خصوم الحق فرض كفاية ، وليس ببعيد واللّه أعلم .