حجاب المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
تأليف
الدكتور محمد فؤاد البرازي
حجاب المسلمة
بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين
مكتبة أضواء السلف
...
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد للَّه رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فهذه هي الطبعة الثانية من كتابنا : « حجاب المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين » نقدمها للقراء الكرام بعد أن مضى على صدور الطبعة الأولى قرابة عامين ونصف ، تباينت خلالها مواقف القراء منه .
فالفريق الأول : ضاق به ذرعًا لأنه اتجه إلى رجحان مذهب القائلين « بوجوب ستر الوجه » لقوة أدلته ، ونصاعة حجته ، وتعامل المسلمات به منذ شُرع إلى أن دالت دولة الإسلام ، وضَعُفَ الوازع الديني في نفوس المسلمين .
ورغم أن الكتاب لم يَضِنَّ على مخالفيه بالحجج التي بها يحتجون ، ولا بالأدلة التي إليها يستندون ، بل ساقها بأمانة العلم ، ونزاهة النقل ، إلا أنهم تبرَّموا مما اتجهت إليه ، وتمنَّوا عليَّ أَنْ لم أكن ذهبتُ إليه ، لزعمهم أَنْ لا دليل عليه .
ويبدو أَنَّ هذا الفريق استسلم لضغط الواقع فاستعظم بعض الأحكام الشرعية ، وراح يتعامل معها بالإقصاء لعدم انسجامها مع ما درج عليه . زد على ذلك أنه كمعظم شباب الصحوة الإسلامية لاينقصهم ــ فيما نحسب ــ الإخلاصَ لهذا الدين ، وإنما ينقصهم الفقه في الأحكام الشرعية ، وسعة الصدر لقبول الرأي المخالف مادام مستندًا إلى دليل ، وقائمًا على سلامة التعليل .
ولو أن هؤلاء تعاملوا مع إخوانهم المسلمين بالروح التي يتعاملون بها مع غير المسلمين ، فاتسعت صدورهم للرأي المخالف ، والتزموا بمقتضيات « الحوار » الذي يدعون إليه لكان لنا شأن آخر .
تلك قصتنا مع مخالفينا من هؤلاء الشباب .