بيان حكم اختلاف المطالع والحساب الفلكي

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم بيان حكم اختلاف المطالع والحساب الفلكي " صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته " كتبه سامي وديع عبد الفتاح القدومي samiwadi@maktoob.com حقوق الطبع محفوظة لدار الوضاح عمان - الأردن بسم الله الرحمن الرحيم أولاً : ( هل رؤية الهلال في بلد رؤية لباقي البلدان ؟؟؟) مما ابتلي الناس به في هذه العصور تسلّط أهل الكفر عليهم ، مما شتّت شملهم وفرّق جمعهم ، وكسر شوكتهم ، واستباح بيضتهم ،فعمل الكفار على تمزيق دولة الإسلام دياراً وأمصاراً ، والبلية تكمن في قلوب المسلمين ، حيث جُعلت هذه القلوب دياراً وأمصارا ً، وصار الولاء للبلد ، وصارت النفوس معلقة في بقعة من الأرض متناسية أن أرض العالم الإسلامي كلّها أرض للمسلمين ؛ لكل المسلمين . والبلية الكبرى تكمن في أن أحكام الشرع صارت تتبع عند بعضهم لهذا التقسيم وهذه الحدود التي أوجدها الكافر بين أرضنا وأجسادنا وقلوبنا ؛ فصار المسلمون في بدء شهر رمضان - وكذا شوال - مثالاً يحتذى به في الفرقة والتشتت والخلاف ؛ فهذه البقعة تعلن صيامها لبدء شهر رمضان ، وتلك البقعة التي بجانبها تعلن بقاء شهر شعبان ، فيصبح أهل البقعة الأولى والبلد الأول صياما ً، ويصبح أهل البقعة الثانية والبلد الثاني مفطرين . ونجد الجنود والموظفين على هذه الحدود المصطنعة - التي جعلوها حدوداً للحكم الشرعي وهي من صنع الكافر - في البلد الأول صياماً ، وموظفي الحدود في البلد الثاني مفطرين ، وما بينهم إلا عدة أمتار ، فأي مهزلة هذه؟!! أهي الحكم الشرعي ، لا والله؟!! فالإسلام ما كان ليتخذ حدّاً حدّه كافر حدّاً للشرع ، وقانوناً يُفتى به ، ودستوراً يسار عليه ، وتنظيماً تقام عليه معاملات العباد وعباداتهم ، فالدين يجب أن يهيمن على الواقع ليغيره لا أن يهيمن الواقع على الدين ليغيره .