صفة حجة النبي- صلى الله عليه وسلم- كأنك معه

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
صفة حجة النبي- صلى الله عليه وسلم- كأنك معه تأليف فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الوهاب بن ناصرالطريري المقدمة جاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسربت قبائل العرب من أنحاء الجزيرة تؤم طيبة الطيبة، فإذا هم من كل حدب ينسلون، يفدون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيسعهم خلقه وبره، ويغشاهم نوره وهداه، فانشغل النبي - صلى الله عليه وسلم- بهم، وحبس نفسه لهم، وتقصفت سنة تسع ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتلقى هذه الوفود تباعاً حتى سميت سنة تسع عام الوفود. فلما دخلت سنة عشر آذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الناس بالحج، وأعلمهم أنه حاج سنته هذه، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يريد أن يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويصحبه في حجته تلك. فياكل مؤمن برسالة رسول الله، وياكل محب لمحمد بن عبد الله، أحضر قلبك وشعورك ومشاعرك لتصحب بوجدانك ركبه - صلى الله عليه وسلم- دعونا نمد أبصار بصائرنا إلى هذا الموكب العظيم، يقوده إمام البشرية وسيد الخلق وخيرة الله من خلقه، لنرى مشاهد تأخذ بمجامع القلوب، وسيرة عطرة تستجيش المشاعر والشعور، إنه الحديث الحبيب عن الحبيب، وهو يقود المسلمين ليريهم مناسكهم ويعلمهم كيف يحجون بيت ربهم. خرج النبي - صلى الله عليه وسلم- من المدينة يوم السبت بعد صلاة الظهر، ثم نزل بذي الحليفة فأقام بها يومه ذلك وبات ليلته تلك؛ حتى يتتابع إليه الناس ويدركه من بعد عنه.