العقيقة في الفقه الإسلامي

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
العقيقة في الفقه الإسلامي د/ مريم إبراهيم هندى قسم الشريعة الإسلامية - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة بسم الله الرَّحْمن الرَّحيم ( هُوَ الذى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ ( ( التوبة : 33 ) ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ( ( الأنبياء : 107 ) ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَالله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ ( ( الصف : 8 ) صدق الله العظيم المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد . فإن من عظمة الإسلام أنه لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا بيَّنها ، واهتم بها ، ونبّه عليها ، وخاصة ما يتعلق بالإنسان ، حيث اهتم الإسلام به قبل أن يخلق فقد حثّ الزوج على اختيار أمه على أساس الدين كما حثّ الولى أيضاً على اختيار الزوج على أساس الدين ، واهتم به وهو جنين حيث شرع له عدة أحكام من حيث ميراثه وتحريم الجناية عليه وغير ذلك ، واهتم به بعد أن يولد حيث حث على العقيقة عنه ، واختيار الاسم الحسن له ، وغير ذلك ، واهتم به شاباً وكَهْلاً حيث حثّ الأبناء على البر بالآباء مصداقاً لقوله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (( 1) وكذلك كرمه بعد موته حيث أوجب على الأحياء تغسيله ، وتكفينه ، والصلاة عليه ، ودفنه احتراماً له ، وهذا لم يشرع لغيره من المخلوقات . وهكذا فإن العناية الإلهية والرعاية الربانية تحوطه وتشمله من كل جوانبه وفى جميع مراحله . وقد اخترت لهذا البحث جانباَ من جوانب عناية الإسلام بالطفل حديث الولادة وهو الكلام عن العقيقة .