البيان في الأيمان والنذور والحظر والإباحة

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله على الهداية، ونشكره على الوقاية، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونصلي ونسلم على سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان من أهل العناية إلى يوم نلقاه. وبعد: فإنه بعد مضي نصف قرن على التخبط الفقهي الذي عمَّ وطمّ في أوساط عديدة، والذي لم ننل منه سوى التهرب من التطبيق لأحكام الشريعة، وإباحة المحرمات، والتشكيك في الدين، وتجهيل الدارسين وغيره مما يطول ذكره، فإنه قد آن الأوان أن يعود الفقه إلى ما كان عليه من الأصالة والقوّة التي عهدناها به حين حكمت به الدول الإسلامية المتعاقبة، وتخرج من كنفه العلماء العاملون، وأنشأ الطلبة المجدين المثابرين، وحافظ على دين العوام من الزيغ والهوان، وأجاب لهم عن كل ما يقع معهم. فالواجب علينا الانتقال بالفقه من التثقيف إلى العمل والتطبيق؛ إذ تدريسه بطريقة عرض آراء الفقهاء العظام في أمهات المسائل الفقهية في كل باب مع أدلتهم وترجيح الأقوى دليلاً، هو تثقيف للطالب المبتدئ المحتاج إلى أن يضبط الأبواب بفروعها ودقائقها على مذهب فقهي معتمد؛ لتتكون لديه الملكة الفقهية، ويتمكن من التطبيق لما درس، وإفادة غيره منه. وانطلاقاً من هذا الواجب فإنني جمعت هذا الكتاب وسمَّيته بـ: البيان في فقه الأيمان والنذور والحظر والإباحة ولقبته بـ: صحيح فقه الأيمان والنذور والحظر والإباحة سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا فيه فيما يأتي: أن يكون صحيحاً طريقةً، وذلك بعرض المسائل الفقهية على نهج سلفنا الصالح، من التأليف والتدريس والتفقيه. أن يكون صحيحاً دليلاً؛ وذلك بذكر الأدلة من القرآن والسنة والإجماع والقياس للمسائل المذكورة، والرجوع إلى مظان الأحاديث النبوية من كتبها الأصيلة، وبيان صحيحها من سقيمها، والتنبيه على مؤولها وغير المعمول بظاهره منها لدى الفقهاء.