كتاب السير من التهذيب

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
صَفْوَان1 حَرْب حنين2 وَهُوَ مُشْرك3. فَإِن لم يعرف مِنْهُ حسن الرَّأْي لَا يَسْتَعِين بِهِ. رَوَت عَائِشَة - رضى الله عَنْهَا - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج إِلَى بدر فَتَبِعَهُ رجل من الْمُشْركين قَالَ: "تؤمن بِاللَّه وَرَسُوله" قَالَ: لَا، قَالَ: "فَارْجِع فَلَنْ أستعين بمشرك" 4. وَيمْنَع الإِمَام من الْخُرُوج من كَانَ من أهل النِّفَاق وَمن يخذل الْجَيْش ويرجف بهم5 ويكاتب الْكفَّار ويتجسس لَهُم6. __________ 1 - صَفْوَان بن أُميَّة بن خلف الْقرشِي الجُمَحِي الْمَكِّيّ، من كبراء قُرَيْش، أسلم بعد الْفَتْح وَحسن إِسْلَامه، وَشهد اليرموك. توفّي سنة 41 هـ وَقيل 42هـ وَقيل غير ذَلِك. انْظُر: أَسد الغابة 2/405 الْإِصَابَة 2/181، تَهْذِيب ابْن عَسَاكِر 6/429، سير أَعْلَام النبلاء 2/562، طَبَقَات ابْن سعد 5/449، الْمعرفَة والتاريخ 1/309. 2 - كَانَت فِي السّنة الثَّامِنَة لِلْهِجْرَةِ بعد فتح مَكَّة. انْظُر: تَتِمَّة الْمُخْتَصر 1/201. 3 - قَالَ البيهقى: "أما شُهُود صَفْوَان بن أُميَّة مَعَ النَّبِي حنينا وَصَفوَان مُشْرك فَإِنَّهُ مَعْرُوف بَين أهل الْمَغَازِي وَذكرهَا أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم". انْظُر: سنَن أبي دَاوُد - كتاب الْبيُوع - بَاب فِي تضمين الْعَارِية 3/296، السّنَن الْكُبْرَى، كتاب السّير - بَاب مَا جَاءَ فِي الِاسْتِعَانَة بالمشركين 9/37، الْمُسْتَدْرك - كتاب الْبيُوع 2/47. 4 - انْظُر: صَحِيح مُسلم - كتاب الْجِهَاد وَالسير - بَاب كَرَاهَة الِاسْتِعَانَة فِي الْغَزْو بِكَافِر 3/1449. 5 - قَالَ النَّوَوِيّ: المخذل من يخوف النَّاس بِأَن يَقُول: عدونا كثير وخيولنا ضَعِيفَة، وَلَا طَاقَة لنا بهم وَنَحْو ذَلِك. وَفِي مَعْنَاهُ المرجف، من يكثر الأراجيف بِأَن يَقُول: قتلت سَرِيَّة كَذَا، أَو لحقهم مدد لِلْعَدو من جِهَة كَذَا، أَو لَهُم كمين من مَوضِع كَذَا. 6 - انْظُر: الْأُم 4/166، الْمُهَذّب 2/231، التَّنْبِيه 142 رَوْضَة الطالبين 10/240.