رسالة في المفطرات الطبية العلاجية والتشخيصية
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
رسالة ... في المفطرات الطبية العلاجية والتشخيصية
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
إن الصوم من أركان الإسلام الخمسة التي لا يتحقق إسلام المرء إلا بها، فواجب كل مسلم أن يتعرف على ما يتعلق بهذه العبادة العظيمة من أحكام لا سيما تلك التي تعم بها البلوى، وإن ما يُعرف بمفسدات الصوم سواء تلك التي يترتب عليها القضاء فقط أم القضاء والكفارة لهي من أَولى المسائل التي تتردد استفتاءات الصائمين عليها نظراً لما يتعلق بها من إخلال بالصوم أو عدمه، ولما كانت حاجة وضرورة المجتمع المسلم إلى تعاطي أسباب التشخيص والعلاج مما شرعه وأحله وسخره الله تعالى لنا لا تنقطع بهلال رمضان، كان التساؤل حول ما يخل بالعبادة من هذه الأسباب وما لا يخل بها أمراً بدهياً، إذ يتعلق بمعرفة القسم الأول إما وجوب إرجاء الأسباب المُخلّة (¬1) إن لم يترتب على ذلك ضرر يحكم به أهل الخبرة من الأطباء العدول الثقات أو رفع الحرج عن المريض الذي لا يستطيع إرجاء تعاطي هذه الأسباب المخلة بالصوم فيكون له سعة في رخصة الشريعة "فعدةٌ من أيام أُخر" (¬2)، في حين يتعلق بمعرفة القسم الثاني أي الذي لا يخل بالصوم صفاء ذهن المكلف وقلبه عن وساوس وشكوك فساد العبادة فيمضي في عبادته صارفاً همته إلى تحقيق معانيها الإيمانية.
بناء على ما تقدم فإن من واجب قسم التعليم والتوعية الطبية في مشافينا أن يكون مصدراً لتوعية وتوجيه المريض المسلم تجاه ما قد يواجهه في شهر رمضان من إجراءات تشخيصية أو تعاطي وسائل علاجية حتى يكون على بينة من أمره فلا يشق على نفسه بترك علاج جائز ولا يفسد دينه بالتهاون في معرفة وتطبيق ما يترتب على ذلك من أحكام تتعلق بصومه، ولقد تم إعداد هذه الرسالة الموجزة والمشتملة على أنواع الإجراءات العلاجية والتشخيصية الأكثر شيوعاً مع بيان ما يترتب على تعاطيها من فساد الصوم أو عدمه مع مراعاة دقة التصوير الطبي للمسألة من جهة وعدم التناقض في التخريج الفقهي من جهة أخرى، ومن ثم عرض هذه الرسالة على لجنة الفتوى والإرشاد الديني في وزارة الأوقاف الموقرة للمراجعة والتوجيه والإرشاد، وليس الغرض من هذا العرض إلزام أحد باجتهاد أو مذهب فقهي معين بل الغرض منه وجود مصداقية ومرجعية شرعية يطمئن إليها المريض المسلم الذي
¬__________
(¬1) أي تأجيل تعاطي هذه العلاجات أو الفحوصات التشخيصية
(¬2) سورة البقرة - 184