حكم صلاة المسلم الحديث الذي لا يحسن قراءة سورة الفاتحة باللغة العربية
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
حكم صلاة المسلم الحديث الذي لا يحسن قراءة سورة الفاتحة باللغة العربية
د. سالم مدني
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه. أما بعد،
فيبحث هذا المطلب في المسلم الحديث، الذي يجهل اللغة العربية. سواء كان غير عربي، أم عربيا نشأ في بلد أو مجتمع لا يتكلم اللغة العربية. ويعجز عن قراءة الفاتحة في الصلاة. فهل تترجم له الفاتحة، فيقرؤها بلغته؟ أم تسقط عنه؟
وإذا سقطت عنه، فهل تسقط بالمرة بدون بدل، أم لها بدل من آيات أخرى من القرآن، أو من الذكر؟
وإن لم يعجز عنها بالمرة، لكن يحسن قراءة بعضها فهل يأتي بما يستطيع، أم حكمه حكم العاجز؟
وهل تصح صلاته منفردا أو يجب عليه الاقتداء بمن يحسن قراءة الفاتحة؟
وقد قسمت هذا المطلب إلى المسألتين الآتيتين:
المسألة الأولى: حكم ترجمة سورة الفاتحة لمن لا يحسن قراءتها باللغة العربية.
المسألة الثانية : ما يجب أن يفعله المسلم الحديث العاجز عن قراءة الفاتحة.
ثم في ختام المطلب بينت ما يترجح عندي والله أعلم.
المسألة الأولى:
حكم ترجمة سورة الفاتحة لمن لا يحسن قراءتها باللغة العربية.
اختلف العلماء في حكم هذه المسألة على الرأيين الآتيين:
الرأي الأول: لا يصح أن يقرأ ترجمتها في الصلاة.
فعلى هذا القول تسقط عنه، كسائر ما يعجز عن أدائه فيصلي حسب حاله(1). بل يحرم أن يقرأ ترجمتها.(2) وهذا قول جمهور العلماء، ما عدا الأحناف.(3)
وقد حكى الزركشي الإجماع على عدم صحة قراءة القرآن بغير العربية. وأن أبا حنيفة رجع عن قوله.(4)
إلا أن الذي يظهر من كلام الأحناف، أن أبا حنيفة كان يقول بجواز قراءة القرآن بغير العربية وإن كان يحسن قراءتها بالعربية. ثم رجع عن قوله إلى قول صاحبيه. وهو جواز ذلك لمن يعجز عنها، دون القادر عليها.(5)
أدلة الرأي الأول:
أولا: من المنقول.
1- الآيات الدالة على أن القرآن عربي، مثل: