حكم النصرة
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
بحوث محكمة
حكم النصرة
دراسة لنصوص الولاء واستخراج حكم النصرة من دلالاتها
دراسة
لطف الله خوجه
الأستاذ المساعد بقسم العقيدة بجامعة أم القرى
1428هـ
مدخل: الإسلام اختيار.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعدك
فكل شيء في دائرة الاختيار: فللمختار اختيار وجوده أو عدمه.. بقائه أو زواله.
ومبنى وجوده تحقق شروطه، ومبنى عدمه عدمها.. ومبنى بقائه تحقق أركانه، ومبنى زواله انتفاؤها.
وبداية تحصيل الشيء يكون باختيار الشروط وتحقيقها، ثم باختيار الأركان وتحقيقها، ثم بعد ذلك بقاؤه مرهون بالاختيار:
- إن اختار البقاء وجب عليه حفظ الشروط والأركان.
- وإن اختار إبطاله فذلك بالتفريط فيهما.
مثل على ذلك: المصلي مختار للصلاة؛ لما اختار وجودها، كان عليه تحقيق شروطها أولاً؛ كالوضوء والطهارة. فإذا اختار إيقاعها، فعليه تحقيق أركانها. لكن إن اختار ألا يحقق شروطها ولا أركانها، فلا يكون مصليا حينئذ.
* ... * ... *
من هذه المقدمة المسلّمة نعلم:
أن الشيء المختار ليس وصفا لازما وجوبا لا يزول، بل يمكن ويمكن.
فإن الوصف اللازم وجوبا شرطه: ألا يكون في دائرة الاختيار، بل في اللا اختيار؛ كالجنس، والنوع، فلا يملك تغيير الجنس، من الإنسانية إلى الحيوانية، أو النباتية. ولا النوع من ذكر إلى أنثى، أو أنثى إلى ذكر.
وإذا كان كذلك، فالإسلام أين يكون: في الاختيار أو اللا اختيار ؟.
مما يتفق عليه ولا يختلف فيه: أن الدين بمعنى التدين شيء اختياري. فهذه مسلّمة، والإسلام دين، فهو اختياري إذن.(¬1)وعليه فليس وصفا واجبا ثابتا لا يزول، بل يزول ويثبت، بحسب تحقق شروطه وأركانه، والدليل على هذا، قوله تعالى:
- {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} [الكهف 29].
¬__________
(¬1) * - الإسلام هنا بمعناه الخاص؛ الذي جاءت به الأنبياء، وليس المعنى العام؛ الذي هو اضطرار لكل الخلق، وسياق الكلام يدل عليه.