حكم الغناء
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
حُكْمُ الغِنَاءِ
لفضيلة الشيخ
عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله قد خلق الإنسان على أحسن تقويم، وجعل له السمع والبصر، وجعل له الفؤاد، وجعل كل ذلك مسؤولاً عنه يوم القيامة، ومن نظر إلى خلقه الذي أمره الله بأن يتفكر فيه ؛ وجد عجباً من عظيم خلق الله عز وجل ، وحسن صنعه ، وتمام إبداعه.
ولذلك قال الله عز وجل: ((وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)) (الذاريات:21).
السمع والبصر هما أعظم الحواس التي خلق الله الإنسان عليها، ومن أعظم نعم الله عليه.
يقول الله في كتابه العظيم: (( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً)) (الإنسان:2).
من نظر إلى هذه الآية ، وتأملها ، وجد فيها من المعاني ، العظيمة من تقديم السمع على البصر، وأنها من أعظم النعم التي يستوعب فيها الإنسان دين الله ، ويدرك فيها تشريعه.
ذكر الله سبحانه وتعالى السمع والبصر في ( تسعة عشر ) موضعاً من كتابه الكريم، وقدّم السمع على البصر في ( سبعة عشر ) موضعاً، مما يدل على مكانة السمع ، وجلالة قدره، وعِظَم نعمته على سائر النِعَم التي وُهِبها الإنسان، ومن لطائف تقديم السمع على البصر في كلام الله، ما ذكره أهل الطب أن سمع الإنسان يتكون تكويناً تاماً قبل البصر، وهذا تظهر الحكمة فيه من تقديم السمع على البصر، وذلك أن الإنسان بسمعه يكون من أهل التكليف بالجملة، وينفذ إلى عقله وقلبه الأحكام الشرعية والتكاليف.