الذهب الأبيض حقيقته وأحكامه الشرعية
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الذهب الأبيض
حقيقته وأحكامه الشرعية
كتبه
عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري
مشرف العلوم الشرعية بالإدارة العامة للمناهج
بوزارة التربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، وصلى الله على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد(¬1):
فهذه وريقات جمعتها – بتوفيق من الله تعالى – في بيان حقيقة ما يسمى بالذهب الأبيض ليكون المتكلم في حكمه على بصيرة منه ، وذلك لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره .
وكان الداعي الرئيس لجمعه بيان الحكم الشرعي فيه، مع حث شيخنا العلامة عبدالله بن حسن بن قعود ـ عافاه الله وشفاه ـ على بحث المسألة، مع كثرة من سأل عنها؛ ولم أجد جوابا شافيا منبثقا من إدراك حقيقة المسؤول عنه؛ إذ قد اختلف فيه شيوخنا فبعضهم قال: ليس هو بذهب فلا يأخذ أحكامه، وبعضهم قال: إن كان ذهبا حقيقة فيأخذ أحكامه وإلا فلا ، وتردد فيه آخرون .
ولما كان سبب خلافهم عائدا إلى عدم معرفة حقيقته فليس هو خلافا في الحقيقة ، وإذا عُلمت حقيقته فلا ينبغي أن يكون فيه خلاف .
ولأجل بيان هذه الحقيقة كانت هذه الرسالة التي بين يديك، لك غنمها وعلى جامعها غرمها،اجتهدت في جمعها وتقريبها رجاء ما عند الله تعالى.
وإذا علمت تزايد استعمال الذهب الأبيض في السنوات الأخيرة ، وكثرة إقبال النساء على التحلي به كثرة ملفتة؛ تبين لك أهمية معرفة حقيقته وحكمه الشرعي.
وقد اعتمدت فيما جمعته – بعد توفيق الله تعالى – على مراجع معتمدة في الموضوع ، ثم على سؤال أهل الاختصاص من صاغة ونحوهم .
وقد سميت هذه الرسالة : (الذهب الأبيض، حقيقته، وأحكامه الشرعية)، ورتبتها على خمسة فصول:
الفصل الأول: حقيقة الذهب، ولونه الأصلي ، وهل يوجد ذهب أبيض؟
¬__________
(¬1) هكذا السنة كما هو ثابت في أحاديث كثيرة، وبعض المتقدمين وكثير من المتأخرين يقولون أو يكتبون: وبعد، والثابت في السنة أولى لمن أراد الاقتداء، والله أعلم.