وفاء القرض بين الأداء والإبراء

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
وفاء القرض بين الأداء والإبراء "نماذج في كيفية رد القرض عند تغير قيمة العملة" مضر نزار العاني(¬1) خلاصة البحث *** تطرق البحث: "وفاء القرض بين الأداء والإبراء"، لقيمة الوفاء مبيناً أهميتها ودورها في إدراك السلَّم القيمي في سلوكيات الفرد في إطار مبدأ من التعاملات المالية التي يكثر فيها اللجاج والمخاصمة فأراد الباحث أن يعالج هذه القضية لأنها تمس كل فرد؛ وبالتحلي بها –أعني بقيم الوفاء-، ننشئ مجتمعاً وفياً وبالتالي مجتمعاً متماسكاً تسوده المحبة والوئام. ومن ضمن مفاهيم الوفاء وجد الباحث في مسألة القرض المتناول والتغير الحاصل في قيمة العملة النقدية أن هناك في القرض وفاءً بوفاء، فوفاءٌ بأدائه ووفاءٌ بتمامه وإبراء ذمته، حيث إن الوفاء من معاني الكمال التي لا تقبل التجزئة. وقد اخترت لمعالجة هذا الموضوع مسألتين في نموذجين، الأولى في وفاء النذور لأنها من الروابط التي تصل العبد بربه؛ والأخرى وفاء المهور إذ هي علاقة بين الأفراد. وقد نظر البحث في سياق التوازن في رفع الضرر بين الدائن والمدين على حدٍ سواء في إطار منهجية متساوقة مع مراعاة الفوارق الوقتية والمكانية في ذلك. وبعد ذلك أعد الباحث خاتمةً ضمنها أهم النتائج التي توصل إليها. المقدمة بسم الله وكفى، والصلاة والسلام على المجتبى المصطفى، وآله ذوي الفضل والوفا، وصحابته المستكملين الشرفا، وبعد؛ لقد صقل الإسلام سلوكيات وأخلاقيات الفرد من خلال إرساء قواعد ثابتة ودعامات رصينة بُني عليها فقه الأخلاق للتعامل بين جميع أشكال الالتزامات الأخلاقية التي تتعلق ابتداءً بالفرد وانتهاءً بكل نواميس الحياة.. فهناك فقه التعامل بين العبد وربه، وآخر بينه وبين نفسه، وثالث بينه وأسرته وعائلته ثم مجتمعه والناس أجمعين. ¬__________ (¬1) * جامعة البحرين، مركز القياس والتقويم