رسالة في الزيادة التي تدفعها البنوك في البلاد غير الإسلامية
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
رسالة في الزيادة التي تدفعها البنوك في البلاد غير الإسلامية
الدكتور / عبدالرحمن بن حسن النفيسة
وما إذا كانت تجوز للمسلم
الأخ الدكتور- سيد جهانكير مدير مركز اللغة العربية بمعهد اللغات في مدينة حيدرآباد في الهند.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد تسلمنا كتابكم الأخوي الذي تشيرون فيه إلى أن مسلمي الهند يتبعون المذهب الحنفي، وقد تباينت آراء العلماء هناك حول الزيادة البنكية التي ينص عليها القانون الهندي ؛ فمنهم من يرى جوازها، ومنهم من يرى عدمه. وتسألون عن الرأي الراجح في ذلك، بصرف النظر عما تطرق له الفقهاء في الماضي عن مسألة دار الحرب، ودار الإسلام .
نشكركم أولاً على رسالتكم وعلى مشاعركم الإسلامية، ونرجو لكم ولإخوانكم في المركز الثبات، وأنتم في بلد كبير تحافظون فيه على دينكم، كما نرجو لكم ولإخوانكم في المركز التوفيق في جهودكم العلمية وندعو الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب.
أما سؤالكم فقبل الجواب عنه تحسن الإشارة بإجمال إلى نظرة الإسلام إلى المال، وحكمه في الربا؛ لأن السؤال الذي يطرحه من لا يعرف حقيقة الإسلام هو: لماذا حرم الإسلام الربا؟ وما هي العلة في تحريمه ؟ وقد يكون الجواب عن هذا سهلاً فيقال: إن الله حرمه لأنه وسيلة يستغل بها الإنسان القوي الإنسان الضعيف لكونه زيادة على البيع الذي أحله الله في قوله عز وجل: وأحل الله البيع وحرم الربا(1). وقد يقال إن الله حرمه لأنه عمل من أعمال الجاهلية، وقد حرم الله هذه الأعمال لفسادها. وقد يقال إن تحريم الربا حكم رباني قضى الله به على عباده فليس لهم خيار فيه لأن الله تعالى قال في محكم كتابه: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم (2).