تاجر الأسهم
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
تاجر الأسهم
قصة من تأليف / محمد بن عصبي الغامدي
الناشر
مكتبة دار الطرفين
بسم الله الرحمن الرحيم
... لم أفاجأ عندما ذهبت إلى مدير الإدارة في صباح ذلك اليوم البارد جداً من أيام الشتاء لأحضر ورقة منه إلى مراقب الدوام عندما رأيته يتهددني ويتوعد بالخصم من الراتب أو طلب نقلي إلى جهة أخرى في حالة تأخري عن الدوام مرةً ثانية ذلك لأنني وجدت رئيس القسم الذي أعمل فيه جالساً إلى جانبه وكنت متأكداً أنه قد أوغر صدر المدير قبل حضوري مع علمي أن مدير الإدارة إنسان طيّب القلب ولايمكن أن يتسبب في أذيّة أي فرد من الموظفين ولكن برغم طيبته وعفويته .. من السهل أن يلعب برأسه أو يستفزه أي إنسان على شخص آخر . وكان زعله في ذلك اليوم مستحكماً بطريقة لم أعهدها من قبل .... حاولت أن أشرح له السبب الذي أجبرني على التأخر إلا أنه صاح في وجهي بطريقة لم أتحملها فتركته على تلك الحالة من الغضب والانفعال وخرجت من مكتبه
كنت أرجف من شدّة البرد........ لقد أخذ مني الجهد والبرد في ذلك اليوم أي مأخذ من جرّاء تعطل سيارتي في منتصف الطريق فالأرض وحلة والرياح التي تهب باردة جداً ...تركت السيارة وأخذت أسير وأتلفت خلفي لعل سائق سيارة يراني وياخذني في طريقه إلى بالجرشي وكنت أمشي والمطر يتساقط فابتلّت ملابسي وأحس أن جسمي يتجمد مع هبوب تلك الرياح ورجلاي لاتكاد تحملاني وكأنني أسحب خطاي سحبًا .
كانت السيارات التي تسير من هذا الطريق قليلةً جدًا فاضطررت أن أمشي مسافة طويلة في ذلك البرد القارس , مرّت سيارتان وكنت أرفع يدي للسائق كي يتوقف لي أيا منهما فلم يفعلا حتى رثى لحالتي سائق السيارة الثالثة ونقلني معه الى مكان قريب من الإدارة فوصلت متأخرًا.... وعندما وجدت أوراق الدوام قد رفعت اتجهت إلى مكتب مراقب الدوام الذي طلب مني أن أحضر له ورقة من المدير...