فقه الجهاد
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
فقه الجهاد
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، مولى المتقين، وناصر المستضعفين، ومعلي راية الإسلام في العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد الشهداء في الدنيا بالعز والفخر وأجاد عليهم يوم اللقاء بمزيد عطاءه وكرمه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير من جاهد في سبيل ربه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وبعد:
فالجهاد سنَّة الله الماضية، وهو ذُروة سنام الإسلام، وطريق العزة والرفعة بين الأنام، كتبه الله على عباده المؤمنين لنشر دعوة الإسلام، وحماية بيضة المسلمين، وفي هذه النشرة التي بين أيديكم نبذة مختصرة عن الجهاد وبعض الأحكام المتعلقة به، نسأل الله الكريم أن ينفع بها، وأن يجعلها ذخراً لنا يوم لقائه، وأن يجعلها ثمرة مرجوة لمن كتبها وقرأها واطلع عليها.
أولاً: تعريف الجهاد:
في اللغة: الجهاد مصدر جَاهدَ، وهو من الجَهد، أو الجُهد، وقيل: الجَهد هو المشقة، والجُهد: الطاقة(¬1).
وفي الاصطلاح: قتال مسلم كافراً غير ذي عهدٍ بعد دعوته للإسلام وإبائه، إعلاء لكلمة الله(¬2).
ثانياً: فضل الجهاد والحكمة من مشروعيته:
¬__________
(¬1) لسان العرب، مادة: جهد، والقاموس المحيط، مادة: جهد.
(¬2) فتح القدير (4/277)، الفتاوى الهندية (2/188)، جواهر الإكليل (1/250).