زكاة الحلي
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
زكاة الحلي
في الفقه الإسلامي
الدكتور/ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
عميد كلية العلوم العربية والاجتماعية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
فرع القصيم
المقدمة
الحمد لله بارئ النسم، أحمده جل وعلا على إسدائه وافر النعم، وأصلي وأسلم على سيد العرب والعجم من شرف الله أمته فجعلها أفضل الأمم، وأباح لها الطيبات ما زكى وكرم. أما بعد:
فقد بعث الله نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالهدي ودين الحق.
بعثه جل وعلا بالشريعة الكاملة الخالدة التي تلبي مصالح البشر وتفي بحاجتهم.
ولعل من طبيعة النفس البشرية وفطرتها التي جبلت عليها محبتها للزينة والطيب من المأكل والمشرب والملبس.
وقد ركَّب الله العليم بأسرار الخلق وخفايا نفوسهم ـ في المرأة الميل إلى الزينة، والحرص عليها ولو كان ذلك على حساب التلذذ بالمأكل والمشرب، حرصاً منها على الوفاء بحق الزوج والظهور بمظهر الغاية في الجمال والرقة له، وصدق الله العظيم حيث يقول: [زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ](¬1).
ويقول جل وعلا: [ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ](¬2).
وصدق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - القائل في سنته الغراء:(الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ)(¬3).
¬__________
(¬1) سورة آل عمران : آية 14.
(¬2) سورة الزخرف: آية 18.
(¬3) رواه مسلم. انظر: صحيح مسلم ج 4 ص 178.