رسالة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
مقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد مما لا شك فيه أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد دعائم هذا الدين وأحد مبانيه العظام التي لا قوام لأمة الإسلام إلا به ، بل لا خيرية لها إلا به ، قال تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر } (1) ولما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته عظيمة في دين الله اعتنى به أهل الفضل من علماء هذه الأمة فتجدهم في جميع المناسبات من خطب ودروس ووعظ وإرشاد بل في كتاباتهم ومراسلاتهم يركزون عليه لعلمهم أن التهاون في شأنه يؤدي بالأمة إلى الضياع واللعن والطرد قال تعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُد وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ - كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } (2). وممن اعتنى بهذا الجانب سماحة الشيخ محمد ابن إبراهيم بن محمد بن سليمان السيف رحمه الله وأجزل له المثوبة . فقد ألف في ذلك العديد من الكتب والرسائل ونصح بلسانه وبقلمه كل من حاد عن طريق الله المستقيم . وخير دليل على ذلك هذه المخطوطة التي بين أيدينا فقد أجاد فيها وأفاد رحمه الله. عملي في هذه المخطوطة : لقد منَّ الله عليَّ بأن أهديت إليَّ هذه المخطوطة أهداها إلي أخي الفاضل فهد بن عبدالله السيف - حفظه الله -. __________ (1) سورة آل عمران، الآية: (110). (2) سورة المائدة، الآيتان: 78، 79.