خيار المجلس والعيب في الفقه الإسلامي

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
خيارا المجلس والعيب في الفقه الإسلامي بسم الله الرحمن الرحيم تقديم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. يتفاوت شعور الناس بالحياة بتفاوت ميولهم ورغباتهم وأهدافهم، حيث يصوغ المرء حياته الصياغة التي تلائم ميوله، وتتفق مع رغباته، وتحقق أهدافه، وهذا هو ما يحفز الإنسان إلى الدأب في العمل ـ والمثابرة عليه، وتحمل المشاق في سبيله، والمعاناة من أجله ـ حتى يصل إلى ما تصبو إليه نفسه ـ وبذلك يظل عطاء الحياة الإنسانية نامياً يثرى جوانبها المختلفة بمقومات الرقي والازدهار. ويجد أولئك الذين يمارسون العمل الجاد المثمر للإسهام في بناء الحضارة الإنسانية متعة لا يتذوقها إلا الخاصة من النفر القلائل الذين تسمو بهم نفوسهم عن متع الحياة المادية إلى متعة العقل والنفس والروح. وهي المتعة الحقة التي تميز بها الإنسان، وارتقت به في سلم المجد والكرامة، وأهلته للكشف عن أسرار الله في كائناته، وذللت له سبل تسخيرها بفضل من الله ونعمة وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً(¬1). وتحتل الدراسات الشرعية مكان الصدارة في مقاييس المعرفة، لأن الشريعة هي النور الإلهي الذي تهتدي به البشرية في مسار رقيها بأي جانب من جوانب الحياة، حتى تستقيم على الجادة، فلا تزل قدمها، ولا تحيد عن مثلها وأهدافها، وقد انتهى موكب النبوات الذي حمل هذا النور عبر التاريخ بشريعة الإسلام التي بعث بها محمد ص فأكمل الله بها الدين، وأتم النعمة [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً](¬2). ¬__________ (¬1) 13 الجاثية (¬2) سورة المائدة آية 3.