زيارة القبور

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم ترجمة المؤلف / من كتاب العقد المنظوم : …وممن تعانى العلم والعمل ، وحصل وكمل فالتحق في شبابه بالمشايخ الكمل ، الشيخ محي الدين ، الشهير بالبركوي كان رحمه الله من قصبة بالي كسرى ، وكان أبوه رجلاً عالماً من أصحاب الزوايا ـ ولا غرو فإن في الزوايا خبايا ـ نشأ المرحوم فيطلب المعارف والعلوم ، ووصل إلى مجلس العظام ودخل محافل الكرام وعكف على التحصيل والإفادة من الأفاضل السادة منهم المولى محي الدين المشتهر بأخي زاده ، وصار ملازماً من المولى عبد الرحمن أحد قضاة العسكر في عهد السلطان سليمان ثم غلب عليه الزهد والصلاح ولاح في جبينه آيات الفوز فأمره أحد مشايخه بالعودة والاشتغال بمدارسة العلوم ومذاكرة المنطوق والمفهوم ، والتصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكرات والوعظ بالزواجر الزاجرات وحصل بينه وبين الموالي عطاء الله محبة أكيدة ومودة شديدة ، فأقبل بحسن الالتفات عليه وبنى مدرسة في قصبة ( بركي ) وفوض تدريسها إليه ، وعين له كل يوم ستين درهماً فكان رحمه الله يدرس تارة ويعظ أخرى بما هو أليق وأحرى . فقصده الناس من كل فج عميق وآوى إليه الطلبة من كل مكان سحيق ، واجتمع عليه الطلاب ، واشتغلوا عليه من كل فصل وباب ، وأكب هو على الاشتغال بيومه وأمسه ، وانتفع الناس بوعظه ودرسه ، فكم من أسير في غيابة الجهالة مقيد بسلاسل الشؤون والبطالة ـ نال بسببه شرف العلم وعزه ما ناله ، وكم من تائه بمهامه هواه ، عاد إلى السبيل هداه .كان رحمة الله في طرف عال من الفضل والكمال ، وتتبع الكتب والرسائل ، وجمع القواعد والمسائل ، وجمع العلم وتبحر فيه ، وحوى من الفضل والمعرفة ما يكفيه ، شرح [ مختصر البيضاوي ] في النحو ، وكتب متناً لطيفاً في علم الفرائض ، وله في الحديث وتفسير القرآن والفقه تعاليق ورسائل ، اخترمة دونها الميتة فقائه حصول الأمنية