أخطاء العزو في تفسير الإصابة بالعين والمس
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
أخطاء العزو في تفسير الإصابة بالعين والمس:
حالات ومعطيات
إعداد
أ.د. مصطفى مولود عمر عشوي
أستاذ علم النفس والإدارة
والاستشاري النفسي بمركز التوجيه والإرشاد
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
مؤتمر العلاج بالقرآن بين الدين والطب
أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة
أبريل 10-12، 2007
ملخص
تشكل الثقافة بأبعادها المادية والدينية واللغوية قاعدة لتفسير السلوك حسب معايير متفق عليها بحيث تصبح مبادىء لقبول أو رفض أنواع معينة من السلوك.
فإذا كانت الإصابة بالعين والمس مثلا مقبولة ثقافيا في مجتمع ما؛ فإنها تصبح قاعدة لتفسير وتبرير أنواع معينة من السلوك بما فيها الاضطرابات السلوكية والعقلية والوجدانية. ووفق هذا الواقع (الثقافة)، يمكننا أن نتصور أن تفسير الاضطرابات السلوكية والعقلية والوجدانية بالعين والمس يوفر قاعدة لحماية الذات من الوقوع فريسة للمشاعر السلبية التي تنجم عن هذه الاضطرابات في محيط لا يتقبل هذا النوع من الاضطرابات ولا يتفهمها عقليا. وهذا قد يؤدي إلى الوقوع في أخطاء العزو؛ أي عزو أسباب سلوك ما لعوامل خارجية بينما هي أساسا ناجمة عن أسباب داخلية-شخصية أو العكس أو تكون ناجمة عن مركب من العوامل الداخلية والخارجية.
وقد دعمت هذه الدراسة التي قامت على عرض حالات واقعية وإجراء دراسة ميدانية فرضية وقوع الأفراد في أخطاء العزو حيث يعزو معظمهم الاضطرابات التي يواجهونها أو مجملها لعوامل خارجية كالعين والمس والشيطان والحظ والقدر مما قد يشكل غطاء يقيهم من الإصابة بالاكتئاب الشديد الذي يحدث عادة عندما يبالغ الفرد في عزو فشله لعوامل داخلية، كما يخفف وطأة الصدمات النفسية وحالات الفشل الشديدة على النفس ويحفظ لها توازنها.