خطب الشيخ محمد الغزالي

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
الشيخ محمد الغزالي بقلمه والدى رحمه الله- كان يحب شيخ الإسلام أبا حامد الغزالى، وكان عاشقا للتصوف يحترم رجاله ويختار من مسالكهم ما يشاء، لأنه كان حافظا للقرآن جيد الفهم لنصوصه ويروى أبى لأصدقاء الأسرة أن- تسميتى " محمد الغزالى " جاءت عقب رؤية منامية وبإيحاء من أبى حامد (رضى الله عنه)، وأيا ما كان الأمر فإن التسمية اقترنت بشخصى ولكها لم تؤثر فى تفكيرى فأنا أنتفع من تراث أبى حامد الغزالى صاحب " تهافت الفلاسفة " كما أنتفع من تراث خصمه ابن رشد صاحب " تهافت التهافت " وإذا كان الغزالى يحمل دماغ فيلسوف وابن تيمية يحمل رأس فقيه فإننى أعتبر نفسى تلميذا لمدرسة الفلسفة والفقه معا. ولدت سنة 1336 هـ الموافق سنة 1917 م ونشأت فى بيئة متدينة بين اخوة سبعة وكنت أكبرهم ووالدى كان تاجرا صالحا وهو الذى وجهنى إلى حفظ القرآن بل إن من فضله على أن باع ما يملك لكى يذهب بي أو يذهب معى إلى أقرب مدينة يقع فيها معهد أزهرى حيث هاجر من قريته " تكلا العنب " بمحافظة البحيرة إلى الإسكندرية كى انتسب إلى الأزهر وعمرى عشر سنوات. وطفولتى كانت عادية ليس فيها شىء مثير وإن كان يميزها حب القراءة. فقد كنت أقرأ كل شىء ولم يكن هناك علم معين يغلب على.. بل كنت أقرأ وأنا أتحرك، وأقرأ وأنا أتناول الطعام. أهمية القراءة : وللقراءة أهمية خاصة لكل من يدعو إلى الله بل هى الخلفية القوية التى يجب أن تكون وراء تفكير الفقيه والداعية، وضحالة القراءة أو نضوب الثقافة تهمة خطيرة للمتحدثين فى شؤون الدين وإذا صحت تزيل الثقة منهم. إن القراءة، أى الثقافة هى الشىء الوحيد الذى يعطى فكرة صحيحة عن العالم وأوضاعه وشؤونه، وهى التى تضع حدودا صحيحة لشتى المفاهيم، وكثيرا ما يكون قصور الفقهاء والدعاة راجعا إلى فقرهم الثقافى . ص _0 ص