جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
واقع لا نتجاهله
ص _008
واقع لا نتجاهله قصة الكفر والإيمان قديمة قدم الخليقة، وعندما ندرسها فنحن ندرس واقعآ لامهرب منه، فلا مجال للتبرم ولا مكان للمفاجأة (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير). بل يبدو أن الاختيار الواسع لبنى آدم وضعت دعائمه ومعالمه على أساس هذه الفرقة وما يتبعها من شقاق بارد أو ساخن (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم .... ) . ويغلب أن يتوارث الناس الكفر والإيمان كما يتوارثون اللغات والألوان، فإن البيئات تفرض نفسها على الأجيال الناشئة فرضا حاسما. بيد أن هناك اختلافا بين وراثة الدين ووراثة اللغة، فالمرء يتحدث باللغة التى ورثها بلا حرج ولا عائق! فهل كذلك الموقف مع الدين الموروث؟ هناك فروق شتى تكثر وتقل مع مقدار الذكاء الشخصى ومع مقدار الصحة فى العقيدة الموروثة. وما أظن بشرا يخلو من أحاديث نفسية حول قيمة مواريثه كلها، لا سيما عند فترة النضج، وعندما تسنح فرصة للمقارنة بين معتقد وآخر..!! وقد رأيت القرآن الكريم يعرض نفسه على البشر متسللا إلى أقصى الضمير، محاورا كل الهواجس المتحركة في أعماق الإنسان، يناجى برقّة حينا، ويخاطب بشدة حينا آخر، قد يعرض إعراضا سريعا ليعود على عجل، وهو فى حالى الإعراض والعودة يطلب من المرء أن يفكر ويتأمل وينصف ويستقيم.. أظننى أحصيت نحو 120 آية قرآنية تتحدث مع خصوم الإسلام. تعالج التقاليد ص _009