تراثنا الفكري في ميزان العقل والشرع
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
مقدمة
شرائع الأنبياء التى آلت إلينا واتضحت معالمها فى رسالتنا، وانتفى عنها كل خطأ وعوج، تقوم على أمرين جليلين: "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه". وإقامة الدين تعنى دعم قواعده، وتوسعة سرادقه، مع إحصاء لشعب الإيمان كلها، وتنشئة الأجيال الحاضرة واللاحقة عليها .. أما النهى عن التفرق فيه، فإن الكيان الحى لا ينقسم على نفسه، بل ينتشر الحسن فى جميع أعضائه وأجزائه، فإذا اتجه إلى غرض اتجه كله بعزم واحد، لم ينشط البعض ويتخلف أو يفتر البعض الآخر .. " أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" كيان واحد يلتف حول سياج واحد! ولم ذلك؟ لأن الأعداء متربصون به! هم به ضائقون، ومنه نافرون، وله كائدون ... ! إنهم يكرهون عقيدة التوحيد وما انبنى عليها، ويشمئزون منها، ويتجهمون لأصحابها "إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم و لن تفلحوا إذا أبدا". من أجل ذلك لخص القرآن الكريم واجبات حملة الحق فى هاتين الجملتين "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه". كلمتان ما أيسر النطق بهما، وما أصعب الحفاظ عليهما ..
ص _006