الفساد السياسي
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الباب الأول ضوء على تفكيرنا الدينى
ص _006
بعض المرضى يحتاج إلى صدمات كهربائية لتصحيح وعيه، وإيقاظ ما تخدر من حسه.. والمسلمون يحتاجون إلى أمثال هذه الصدمات كى يحسنوا الخلاص مما حل بهم. والسير على نهج يشبه أو يقارب نهج الراشدين من أسلافهم!! إن أمتنا الآن جزء كبير من العالم النامى.. تخلفها الحضارى لا ريب فيه.. ومظاهر التقدم المجلوبة من هنا ومن هنا عارية قد تسترد. إنها ليست إفرازا لكيانها الخاص ، ولا أثرا لنشاطها الأصيل. ما الذى أوصلنا إلى هذا الدرك؟ إن التقدم والتأخر ليس حظوظا عمياء!! إن ما نزل بنا هو نتائج لمقدمات طال عليها الأمد.. وعلل هدت قوانا جيلا بعد جيل!.. وبعض الأجسام يصيبها فى سن مبكرة مرض شديد.. ولكن عافية الشباب تهزمه. فتكمن الجرثومة متربصة الفرص السوانح لتثب عندما تريد.. ملحقة بالجسم ما تشاء من عطب..! وأمتنا الكبيرة تعرضت لأدواء وبيلة خلال عصورها الخوالى.. وقد قاوم كيانها الصلب هذه الأدواء، وبدا للعين المجردة كأنه سليم معافى.. ولكن الجراثيم الخانسة برزت من مكانها خلال القرون الأخيرة.. فلما اصطدمت بنا القوى المعادية للإسلام فضحتنا المعارك فى كل ميدان، وسقط المسلمون بين المحيطين الأطلسى والهادى وبين أواسط أوروبا وآسيا شمالا، وجزائر إندونيسيا والفليبين والمحيط الهندى وأقطار ما تحت الصحراء الكبرى جنوبا... إن هذا الكيان الإسلامى تهاوى تحت ضربات المغيرين، وأصبح بين عشية وضحاها أسيرا تدميه القيود، ويرهقه الإذلال.. لقد حدث هذا.. وكان لابد أن يحدث.. لأن المسلمين فقدوا أسباب التمكين فى الأرض فعصفت بهم الرياح الهوج.. إن الرياح مهما اشتدت لا تنقل الجبال.. ولكنها تنقل كثبان الرمال.. ص _007