الخديعة حقيقة القومية العربية وأسطورة البعث العربي

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد العروبة التي عرفناها من قديم، وآزرنا نهضتها يوم قامت، واستبشرنا بجامعتها يوم ولدت، شيء آخر غير العروبة التي نسمع الآن "لفظها" من بعض الساسة والكتاب، فنسمع له رنينًا كرنين النقد الزائف. أجل هناك عروبة ذات دلالة غريبة، ومعنى مزور، ومفهوم مجلوب من الخارج، ليست له علاقة بواقعنا ولا بتاريخنا. ومن حق أي عربي أصيل، ومن حق أي مسلم مخلص أن ينفر من هذا التدليس، وأن يعد القومية العربية بهذا التفسير الجديد حركة التفاف ماكرة خبيثة للقضاء على شخصيتنا وتاريخنا وإيماننا... ومصالحنا القريبة والبعيدة. إن المحاولات ناشطة للإجهاز على الإسلام، تارة بتسويغ الارتداد عنه عقيدة وشريعة، وتارة بإحلال "العروبة" مكانه بعد تجريدها من أربطة الإيمان ووشائج التاريخ؛ ليكون مفهومًا فارغًا ميتًا.. ثم افتعال يقظة عربية يلتف حولها المخدوعون، ومن ثم نفقد كل ما ربحناه في معارك التحرير خلال القرن الأخير... وتتقلص ظلال الإسلام فى سكون. أهذه هي القومية العربية التي يطن النداء بها في الآذان؟ إنني- كأي مسلم يحب العربية وأهلها- أجزع من هذا الانحراف الثقافي والسياسي، وألفت الأنظار إلى خطورة الفوضى الفكرية والاجتماعية التي أحدثها البعثيون والقوميون بهذا المسلك، وأثر ذلك كله في تضليل الأجيال التي كتب عليها ألا تسمع غير هذه الصيحات الكذوب . قرأت جملة من المقالات، والكتب التي تعرضت لموضوع "القومية العربية" وشعرت بالسخط على الطريقة المريبة التي عولج بها هذا الموضوع، بل شعرت بأن ص _004