الجانب العاطفي من الإسلام

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
مقدمة الطبعة الأولى التصوف الفلسفى فى تاريخنا العلمى لون من الغزو الثقافى الماكر قُصد به لفتنا عن عقائدنا ومناهجنا وأهدافنا، ويجب أن ينتبه أولو العلم له، وأن يحذروا أمتنا من بقاياه ودسائسه فإن أعداء الإسلام ينشدون من إشاعته خلق أمة لا انتماء لها ولا وجهة، أمة ثرثارة كسول واهية الصلات بكتاب ربها وسنة نبيها؟ لا تحسن إلا تأويل الآيات والأحاديث وتحريف الكلم عن مواضعه والاسترسال مع الأحلام والخيالات… أما التصوف الإسلامى فشأن آخر، وربما كره البعض هذا العنوان ونحن لا نكترث لاختلاف الأسماء إذا اتفقنا على حقيقة المسمى! أسماه البعض علم القلوب! وأسماه آخرون علم الإحسان بمقاميه من مشاهدة ومراقبة! وأسماه جماعة من علماء النفس والأخلاق : علم البواعث على الأعمال... وآثرت أنا تسميته بالجانب العاطفى من الإسلام! وقد قيل قديما: لا مُشاحة فى الاصطلاح... المهم أن نفكر ونعمل داخل سياج محكم من توجيهات الوحى وسنن صاحب الرسالة، ومنهاج سلفنا الصالح، وهذا ما حرصت عليه فى هذا الكتاب أشد الحرص... إن أولى النهى أجمعوا على أن الحضارة الحديثة تربط الإنسان بالأرض وتقطعه عن السماء، وتعلق قلبه بمآرب الدنيا، وتذهله عن مطالب الآخرة، وتعمل على سوق البشر بعيدا عن الله... أى أنها تسير فى اتجاه معاكس للدين كله، وربما أعانها على إدراك بعض النجاح فشل المتدينين فى تقديم المنهج الإلهى مشبعا للعقل والقلب كافلا للدنيا والآخرة ، ملبيا لحاجات الروح والجسد والعاجلة والآجلة ... ونحن المسلمين أغنى الناس بمواد البناء في هذا المجال ،وفي تراثنا ما يكفي ويشفي إذا أحسنا الإدراك والإفادة ... 006