إقامة الحجة بأن المتمتع عليه سعيان سعي العمرة وسعي الحج
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
إقامة الحجة
بأن المتمتع عليه سعيان سعي العمرة وسعي الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم
…الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى أصحابه أجمعين.
…أما بعد فاعلم أيها الأخ الكريم أن الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة كانا مرجع للعلماء والفقهاء والقادة والسادة فكان علماء العالم يأتون من البلاد الدانية والقاصية والقرى المتقاربة والمتباعدة فيظهرون ما في قلوبهم من علم ويناظرون فيما بينهم لأجل إظهار الحق وإتمام الحجة فإذا وضح لهم الحق قبلوه وتداينوا به.
كما وقعت المناظرة في المسجد الحرام بين الإمامين الكبيرين مالك بن أنس الأصبحي المدني وأبي حنيفة النعمان بين ثابت الكوفي في مسألة ثواب الجن وعقابهم .
…فقال أبو حنيفة يكفيهم من الثواب أنهم ينجون من النار واحتج بقوله تعالى ( يفغر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ) وقال مالك لهم من الكرامة بالجنة وحكم الثقلين واحد واحتج بقوله تعالى ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) وقوله ( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان )
واحتج الإمام البخاري بقوله تعالى ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ).
…ووجه الدلالة منها على العقاب أنه تعالى قال ( ينذرونكم لقاء يومكم هذا ) وعلى الثواب أنه تعالى قال ( لكل درجات مما عملوا )وكذلك وقعت المناظرة في المسجد الحرام بين الإمامين الجليلين الإمام الفقيه ناصر السنة محمد بن إدريس الشافعي والإمام الفقيه المجتهد المحدث إسحاق بن راهويه وكانت هذه المناظرة بحضرة الإمام الفقيه المحدث الحافظ أحمد بن حنبل وكانت هذه المناظرة في مسألة جواز بيع دور مكة ورباعها وكرائها فكان الإمام الشافعي يقول بجواز ذلك وكان إسحاق ينكر ذلك فطالت المناظرة حتى غلب الشافعي وسكت إسحاق فكان إسحاق يقول جمع الله للشافعي عقله لقلة عمرة.