أجوبة على مسائل سألها النووي في ألفاظ من الحديث
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة(36)
تحقيق : يوسف العيساوي
Almodhe1405@hotmail.com
almodhe@yahoo.com
أجوبةٌ على مسائلٍ سألَها النَّووي فِي أَلفَاظٍ مِن الحَدِيْثِ
لِلإِمَامِ جَمَالِ الدِّينِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ النَّحوي ت 672هـ
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله على نعمائه، والصلاةُ والسلامُ على خاتم رسلِهِ وأنبيائه.
وبعد، فما عرفنا أمةً من الأمم تتبًَّعت سيرةَ أحد من البشر أو عنيت بكلام أحد من البشر عناية المسلمين بسيرةِ نبيِّهم وبكلِّ ما نطق به - صلى الله عليه وسلم - من حديث، وحسب المسلمين عناية بالحديث النبوي أنَّهم تتبَّعوه، وجمعوه، وصنَّفوه، وأسندوه، وعنوا بألفاظِهِ ومعانيه ومناسباته، كما عنوا برجاله ورواته؛ جرحًا وتعديلاً وتوثيقًا، حتى كان لنا منه علم قائم بذاته، لا يحيط به إلا المحدّثون الحفَّاظ، ولا يقوم به إلا العلماء الحاذقون، فكان للحديث موسوعاته الحديثيَّة من صحاح ومسانيد، وكان له علم مصطلحه، وبلغوا فيه من الدقة ما جعله مضرب المثل في طرق التحقيق وأساليب التوثيق، سواء أكان ذلك متصلاً به رواية أم دراية.
وكان لكلِّ طائفة من العلماء - على اختلاف علومهم واختصاصاتهم - نصيب من العناية بالحديث النبويّ؛ إذ كما عني به أهله من علماء الحديث وعلماء الرجال وعلماء المصطلح، عني به أهل اللغة، والفقهاء، والنحويون، وعلماء البلاغة، فكان للمكتبة العربية من ذلك كتب تشرح ألفاظ الحديث وتفسِّر غريبه، وكتب فقهية المنزع تتناول أحاديث الأحكام، وكتب تعرب أكثر ألفاظه أو ما أشكل منها، وكتب تتناول أسلوبه وتتحدث عن البلاغة النبوية.
ولقد سعدتُ حين عرض عليَّ الزميل الدكتور يوسف العيساويّ هذه الرسالة: التي تجمع المسائل التي سألها الإمام النووي، والأجوبة التي أجاب بها الإمام ابن مالك، والتي تدور حول ألفاظ وردت في الحديث تشكل عربيَّتها؛ لأنَّ ظاهرها يوهم خروجها عن الأصل أو القياس.