شرح حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
شرح حديث
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
محمد بن صالح العثيمين
عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق:
"إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها".
متفق عليه.
قوله، صلى الله عليه وسلم:
"فيؤمر بكتب أربع كلمات: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد".
يرد فيه إشكال حيث جاء في حديث النبي، صلىالله عليه وسلم:
"من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه".
فيفهم منه أن الأجل يتمدد.
والجواب: أنه محدد، وأن من كتب له أن يموت في مدة معينة فإنه لا يتعداها ولا ينقص عنها، وأن من وصل رحمه فقد كتب له في الأصل أنه واصل وأن أجله محدود، والفائدة من قوله عليه الصلاة والسلام: "من أحب" هي حث الناس على صلة الرحم، ليكتب له هذا كغيره من الأسباب التي تترتب عليها مسبباتها.
وفي هذا الحديث أيضاً أن عمل الجنين يكتب وهذا يشمل العمل الصالح والسييء، لأن كلمة (عمل) مفرد مضاف، وهو يكون للعموم، والدليل قوله تعالى:
(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها((1)
فكلمة نعمة مفرد، وكلمة لا تحصوها تدل أنه مفرد يعم الجمع. فكل مفرد مضاف يفيد العموم.
وعمل الإنسان كتب قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ولهذا سئل النبي، صلى الله عليه وسلم ، عما نعمله في هذه الدنيا من أعمال الدنيا والآخرة هل هو شيء مستأنف أو شيء قد فرغ منه؟ فأخبر أنه قد فرغ منه، وقال: