الفجر الساطع على الصحيح الجامع

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
استفتاح أخرج الإمام البخاري في كتاب الإيمان باب (3) الحياء شعبة من الإيمان حديث 9 عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان } ، وأخرج الإمام مسلم في كتاب الإيمان باب بيان عدد شعب الإيمان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان } (1). - مقدمة - الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا، وصرفهم في أطوار التخليق كيف شاء عزة واقتدارا، وأرسل الرسل إلى المكلفين إعذارا منه وإنذارا، فأتم بهم على من اتبع سبيلهم نعمته السابغة، وأقام بهم على من خالف مناهجهم حجته البالغة، فنصب الدليل، وأنار السبيل، وأزاح العلل، وقطع المعاذير، وأقام الحجة، وأوضح المحجة، فشملهم بالدعوة على ألسنة رسله حجة منه وعدلا، وخص بالهداية من شاء منهم نعمة وفضلا. ……والصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وخيرته من خلقه، أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للمؤمنين، الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة، فأشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها، وتألفت به القلوب بعد شتاتها، وامتلأت به الأرض نورا وابتهاجا(2). __________ (1) - هذا الاستفتاح موافق لصنيع مصنفي الجوامع التي حوت كتبا وأبوابا جامعة لعرى وأحكام الشريعة وشعبها، فأحببت أن أستفتح بحديث من مشكاة الصحيح يدل على تنوع الشعب المشتملة على أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال البدن، وتناولها هو المقصود من تأليف الجوامع الحديثية. (2) - اقتباسا من خطبة الإمام ابن قيم الجوزية لكتابه: " إعلام الموقعين عن رب العالمين " 1/3-4.