الفلسفة الحديثة ونشأتها

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن واله، أمابعد: فهذه بحث مختصر حول عصر النهضة وعوامل النهضة، ومعنى الفلسفة الحديثة، وأهم خصائصها، عمدت فيه إلى الاختصار مع محاولة عدم الإخلال بالموضوع. وقد قسّمته إلى عدة مباحث على النحو التالي: المبحث الأول: عصر النهضة الأوربية منذ القرن السادس قبل ميلاد المسيح حتى القرن الخامس عشر بعد الميلاد، والطابع العام للتفلسف يتمثل ــ غالباً ــ في عناصر الفلسفة اليونانية. وكان من الطبيعي وقد انتشر الدين المسيحي حين ذاك في كل أنحاء أوروبا أن يتأثر اتجاه التفكير الإنساني بهذا الدين الجديد، وأن يحاول رجاله استخدام الفلسفة في تأييد عقائده، وتثبيت مقدساته في نفوس الناس. وقد نتج عن هذا تثبيت سلطان الكنيسة، وانفرادها بالسلطة في توجيه الجماهير، وتكييف تفكيرهم ومعتقداتهم. وهنا خضعت المعرفة بمختلف فروعها للدين وأصبحت تطلب لا لذاتها، بل لغاية روحية لاهوتية. هذا هو الطابع العام ــ تقريباً ــ لفلسفة العصور الوسطى المسيحية. انتهى "العصر الوسيط" في السنوات الأخيرة من القرن الخامس عشر وبدأ عصر أطلق عليه المؤرخون اسم "العصر الحديث"، وإذا صرفنا النظر عن دقائق الحوادث وتفاصيلها وجدنا في هذا العصر نزعتين مختلفتين، من حيث التأثير: ثورة في التفكير والجمال، وثورة في العقيدة الأخلاقية والدينية. هاتان الثورتان هما النهضة والإصلاح الديني.