سؤال وجواب يتعلق بقصة حاطب
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
سؤالٌ وجوابٌ يتعلق بقصة
حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
الأخ والشيخ علوي السقاف - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كثر الكلام والنقاش بين بعض الرواد في أنا المسلم عن قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما أرسل برسالة إلى كفار قريش مع المرأة التي حملت الرسالة فلحق بها بعض الصحابة بأمر من الرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عن طريق الوحي . وقد اختلف المناقشون في الحكم على حاطب هل يعد فعله الذي قام به من النفاق الأكبر أم من النفاق الأصغر ؟
ونرغب منكم حفظكم أن تبينوا لنا بما يفتح الله عليكم في هذه المسألة بياناً شافياً وافياً .
وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله : عبد الله زقيل
--------------------------------------------
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعلم أخي الكريم - وفقني الله وإياك - أنَّ هذه المسألة - أعني هل فعل حاطب رضي الله عنه يُعدُّ كفراً أم لا ؟ - من مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيها الخلاف ، وأصل منشأ الخلاف هو:
هل الموالاة بجميع صورها تُعدُّ كفراً أم أنَّ منها ما هو كفر ومنها ما دون ذلك؟
وهل هناك فرقٌ بين الموالاة والتولي ؟
وهل قوله تعالى : " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " [ المائدة : 51] أي كافر مثلهم ، أم هو كقوله صلى الله عليه وسلم : مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ . ومعلوم أن ليس كلُّ تشبه بالكفار يعد كفرا ، فإذا علمت ذلك تبين لك خطأ من يجعل هذه المسألة من مسائل العقيدة ويخطِّيء أو يبدع من لم يقل بقوله ، فإما جعله مرجئاً أو خارجياً، وهذا مما ابتليت به الأمة في الآونة الأخيرة .
أما مسألة الموالاة والمعاداة ومظاهرة الكافرين على المسلمين فهي من مسائل العقيدة بل أصل من أصول التوحيد ، وأما تكفير حاطب - رضي الله عنه - فلم يقل به أحدٌ من أهل السنة فهو صحابي بدري قد وجبت له الجنة ، وإليك البيان بشيء من الإيجاز والاختصار :