الإمام النووي

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
الإمام النووي جمع وترتيب أحمد فريد مقدمة نسأل الله ـ تعالى ـ حسن الخاتمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما. ثم أما بعد ، فما أطيب سيرة العلماء العاملين ، والأئمة الكاملين ، الذين زينهم الله ـ عز وجل ـ بالعلم واليقين وأبقى لهم من الثناء الحسن والذكرى العطرة ، والمحبو التي تملأ قلوب عباده المؤمنين كما وعد الله ـ عز وجل ـ أهل الأيمان والعمل الصالح فقال تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سجعل لهم الرحمن ودا " (مريم : 96) أي مودة ومحبة ، فيحبهم الله ـ عز وجل ـ ويحببهم إلى عباده وقيل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـالرجل يعمل العمل لا يريد به إلا وجه الله فيحبه الناس وفي رواية " فيثني عليه الناس " فقال تلك عاجل بشرى المؤمن " رواه مسلم. وإمامنا النووي من أوفر العلماء تصيب من هذه المحبة ومن ثناء الخلق ، والدارس لترجمته ـ رحمه الله ـ يرى فيه من الزهد ، والورع والحرص على طلب العلم النافع والعمل الصالح والقوة في الجهر بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخشية والمحبة للهت ـ عزو وجل ـ ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما يبين سر هذه المحبة التي تملأ قلوب الخلق. لقد فاق الإمام النووي علماء عصره ومن المرجح أنه ـ رحمه الله ـ مات ولم يتعد الخامسة والأربعين عاما ، وترك من الآثار العلمية والتقريرات والكتب المحررات ما فاق به علماء عصره وأئمة دهره.