منطق الأواني بفيض تراجم عيون أعيان آل الكتاني
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الموسوعة الكتانية لتاريخ فاس (6)
منطق الأواني
بفيض تراجم عيون أعيان آل الكتاني
تأليف
الشريف محمد حمزة بن محمد علي الكتاني الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
الحمد لله الذي أكرم هذه الأمة بآل بيت نبيه الأطهار، الذين هم في ليل التاريخ بدور وأقمار، بضعة المصطفى التي يُرحم بها المسيئون والأبرار، المشير إليهم تعالى بقوله: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}.[ الأنفال: 33]، إشارة يفهمها ذووا الاستبصار.
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد نبي الرحمة ملتقى الأنهار، الفاتق من ظلام الجهل بدائع الأنوار، والهادي إلى طريق الحق العالمين الأغيار، القائل: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، وهو: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما"، كما ورد في صحيح الآثار.
أما بعد؛ فهذا مؤلف صغير الجِرم، كبير الفائدة، ضم بين لابتيه تراجم عيون أعيان آل البيت الأشراف الكتانيين، ممن لا يسع المؤرخ جهله أو إغفاله، ممن كانت لهم يد بيضاء في العلم والعمل، واشتهروا وصنفوا، وتلمذ لهم الأعلام، أو خلفوا وراءهم من الآثار ما بقي غرة في جبين الإسلام، بحيث يمثلون صورة مشرقة لبركات آل البيت الطاهرين، وورثة النبي الأمين: "وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر" كما في الحديث الشريف.
وفي هذه التراجم – مع اختصارها – ما استدركته على كبار المؤرخين – خاصة مؤرخي البيت الكتاني – من وفيات وأخبار وقفت عليها في مبعثرات الكنانيش، أو أقزاع الوثائق والمخطوطات. على أني اقتصرت في تراجمي على من مضى وفات، وطوته من الأيام الصفحات، نفضا للغبار عنهم، وإزكاء لأخبارهم، وإرشادا لطلبة العلم والمعارف، والباحثين في مختلف الفنون والعلوم والتاريخ نحوهم ونحو مؤلفاتهم.