دراسة كتاب الرد على الجهمية للدارمي
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
:: بسم الله الرحمن الرحيم::. .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:
فهذه دراسة مختصرة لكتاب: (الرد على الجهمية) لأبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، قسّمتها إلى: تمهيد ومبحثين وخاتمة، كمايلي:
تمهيد: نبذة عن الإمام عثمان بن سعيد الدارمي
اسمه ونسبه: هو عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد الدارمي، نزيل هراة (¬1)، ومحدّثها، يكنى بأبي سعيد، ويلقّب بالحافظ والإمام، ينسب إلى تميم وإلى سجستان، وإلى دارم بن مالك فيقال: دارمي، ولد قبل المائتين بيسير، ــ كما رجح ذلك الذهبي ــ، أحد الحفّاظ الأعلام، طاف الآفاق في طلب الحديث، وصنف المسند الكبير، سمع خلقاً كثيراً بالحرمين والشام ومصر والعراق والجزيرة وبلاد العجم (¬2).
كان معروفاً بقوة حجته العقلية، وقد ظهر لي ذلك جلياً من خلال دراسة هذا الكتاب العظيم، وقد نقل عنه شيخ الإسلام في أكثر من موضع من مؤلفاته، وكذا تلميذه ابن القيم.
أبرز مشايخه: الإمام أحمد بن حنبل، و علي بن المديني (¬3)، يحيى بن معين (¬4).
أبرز تلاميذه: ابن خزيمة (¬5)،وأبو العباس السجزي (¬6)، وأبو عمرو الحيري (¬7).
أهم مؤلفاته:
1. المسند الكبير.
2. النقض على بشر المريسي.
3. الرد على الجهمية.
4. سؤالات في الرجال ليحيى بن معين.
وفاته: توفي ــ رحمه الله ــ في شهر ذي الحجة، سنة (280)، وقد ناهز الثمانين من عمره (¬8)، وكانت وفاته بهراة (¬9).
قال الذهبي: وما رواه أبو عبد الله الظبي عن شيوخه، أنه مات سنة اثنين وثمانين ومائتين، فوهم ظاهر (¬10).
* لترجمته، انظر: سير أعلام النبلاء: (13/ 319 - 326)، طبقات الحفّاظ: (296)، شذرات الذهب: (2/ 176)، الأعلام: (4/ 205 - 206).
المبحث الأول: نبذة عن كتاب الرد على الجهمية (¬11)
¬__________
(¬1) هراة: بالفتح، مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان، فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة وخيرات كثيرة، محشوة بالعلماء وأهل الفضل والثراء، جاءها الكفار من التتر فخربوها، وذلك في سنة (681). معجم البلدان، ياقوت الحموي: (5/ 396).
(¬2) سير أعلام النبلاء، الإمام الذهبي: (13/ 320).
(¬3) أبو الحسن علي بن عبدالله بن جعفر بن نجيح السعدي، كان علماً في معرفة الحديث والعلل، توفي سنة (234)، سير أعلام النبلاء: (11/ 41 - 60).
(¬4) يحيى بن معين بن عون، وقيل: غياث بن زياد، أبو زكريا الغطفاني، توفي سنة (233). الفهرست، لابن النديم: (1/ 322).
(¬5) أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة النيسابوري، توفي سنة (311). سير أعلام النبلاء: (14/ 365 - 382).
(¬6) أحمد بن محمد بن الأزهر السجزي، توفي سنة (312). سير أعلام النبلاء: (14/ 296).
(¬7) أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن مسلم النيسابوري الحيري، توفي سنة (317). سير أعلام النبلاء: (14/ 492 - 493).
(¬8) شذرات الذهب، عبدالحي العكري: (2/ 176).
(¬9) الأعلام، الزركلي: (4/ 206).
(¬10) سير أعلام النبلاء: (13/ 325ــ 326).
(¬11) الجهمية: أتباع جهم بن صفوان، الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال، وأنكر الاستطاعات كلها، وزعم أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وزعم ــ أيضا ــ أن الإيمان هو المعرفة بالله تعالى فقط، وأن الكفر هو الجهل به فقط، وقال: لافعل ولا عمل لأحد غير الله تعالى، وإنما تنسب الأعمال إلى المخلوقين على المجاز، كما يقال: زالت الشمس ودارت الرحى من غير أن يكونا فاعلين أو مستطيعين لما وصفتا به، وزعم ــ أيضاً ــ أن علم الله تعالى حادث، وامتنع من وصف الله تعالى بأنه شيء أو حي أو عالم أو مريد، وقال بحدوث كلام الله تعالى ــ كما قالته القدرية ــ ولم يسم الله تعالى متكلماً به، قتله مسلم بن أحوز المازني بمرو في آخر ملك بني أمية. (الملل والنحل، الشهرستاني: 1/ 86، الفرق بين الفرق، البغدادي: 1/ 199).