القدر، مرويات و مسائل ـ من كتاب اللالكائي

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.
أما بعد: فإن القدر ركن عظيم من أركان الإيمان، من لم يؤمن به كان مكذباً كافراً برب العالمين، إذ إن القدر يأخذ الركن السادس من أركان الإيمان، ولا يصح إيمان عبد إلا به، قال تعالى:} إنا كل شيء خلقناه بقدر (1) {، فواجب على العبد الإيمان به، والإقرار بأن كل شيء حاصل بقدر الله.
ولما كان موضوع القدر من المواضيع العسيرة، التي يصعب على العقل التعمق فيها، جاء الشارع الحكيم بالنهي عن الخوض فيه، والاكتفاء بالتسليم، لأنه سر الله.
ومن المعلوم أن منهج السلف الصالح في تقرير العقيدة أعلم وأحكم وأكمل وأسلم من منهج المتأخرين، خلافاً لما يظنه بعض المتأخرين.
وقد كان لهم جهوداً بارزة ً، وميادين واسعة، أسرجوا فيها خيول العلم، وصالوا وجالوا في الردّ على المخالف، متبعين في ذلك كله الدليل، من آيات وأحاديث ونقول عن السلف الصالح من أهل العلم.


(1) سورة القمر: (49).