البرهان على أن تارك العمل - اختيارا - فاقد لأصل الإيمان، وأن الكفر كما يكون بالقلب، يكون بالعمل واللسان

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للهِ ربِّ العالمين، إله الخَلْقِ أجمعين، ربِّ العرش الكريم، الملك الحق المبين، الذي أرسل رُسله الكرام للدعوة إلى صراطه المستقيم، والدين القويم دين الإسلام العظيم الذي لا يقبل الله من أحد سواه يوم الدين قال تعالى:(إِنَّ الدِّينَ عندَ اللهِ الإسلامُ(، وقال تعالى:(ومَنْ يَبْتَغِ غيرَ الإسلامِ ديناً فلن يُقْبَلَ منه وهو في الآخرةِ من الخاسرين(، وقال تعالى: (وما أرسلنا من رسولٍ إلا ليطاعَ بإذنِ اللهِ(. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ونذيراً للناس أجمعين، وبشيراً لعباد الله المؤمنين القائل: " من أَطاعَني دخلَ الجنةَ، ومن عصاني فقد أَبَى " (¬1) . والسلام والرِّضوان على أصحابه الغُرِّ الميامين، الذين لَبَّوْا نداءَه، وأطاعوا أمره، واستجابوا لله ورسوله؛ فأقاموا الدين، وقاتلوا الكُفْرَ والكافرين، وكانوا كما وصفهم الله: (محمدٌ رسولُ اللهِ والذين معَهُ أَشِدَّاءُ على الكفارِ رُحماءُ بينَهم تَرَاهُم رُكَّعاً سُجَّداً يَبتغون فضلاً من اللهِ ورِضواناً سيماهُم في وُجوهِهِم من أثرِ السُّجودِ ذلك مَثَلُهُم في التوراةِ ومَثَلُهُم في الإنجيلِ كزرعٍ أخرجَ شَطْأَهُ فآزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ فاستوى على سُوقِهِ يُعجِبُ الزُّرَّاعَ ليغيظَ بِهِمُ الكفارَ وعد اللهُ الذينَ ءامنوا وعملوا الصالحاتِ منهُم مَغفرةً وأجراً عظيماً (¬2) . ¬__________ (¬1) رواه البخاري. (¬2) سورة الفتح: 29.